
أفاد مصدران إسرائيليان لقناة CNN أن جيش الدفاع الإسرائيلي بدأ صباح اليوم (الثلاثاء) المناورة البرية في مدينة غزة.
وأُفيد الليلة الماضية عن غارات مكثفة شنها سلاح الجو الإسرائيلي في شمال غرب المدينة، كما تم استهداف عشرات الأهداف في أحياء صبرا، الدرج، الشيخ رضوان، مخيم الشاطئ، تل الهوى ومناطق أخرى من مدينة غزة.
ووفقًا لتقارير فلسطينية، أسفرت الغارات عن مقتل وإصابة العشرات، ولا يزال عدد كبير من الأشخاص مفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة.
وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، كتب صباح اليوم: "غزة تحترق. جيش الدفاع يضرب البنية التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، وجنودنا يقاتلون بشجاعة لتهيئة الظروف لتحرير الأسرى والقضاء على حماس. لن نتراجع حتى استكمال المهمة".
وقدرت الجهات الأمنية أن نحو 320 ألف فلسطيني من سكان غزة تحركوا جنوبًا نحو المناطق الإنسانية التي تم إعدادها لهم.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن توسيع نطاق الهجمات سيؤثر بشكل كبير على حركة السكان نحو الجنوب وخارج مدينة غزة، كما حدث في مناطق أخرى دخلتها القوات البرية الإسرائيلية سابقًا.
في المقابل، هاجم مكتب عائلات الأسرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أعقاب التقارير عن الهجوم العنيف على مدينة غزة. وقال المكتب: "عائلات الأسرى تستقبل بقلق شديد التقارير عن العملية المكثفة التي بدأت الليلة في مدينة غزة. هذه الليلة قد تكون الأخيرة في حياة الأسرى الذين يصارعون للبقاء، وربما تكون آخر فرصة للعثور على جثامين الشهداء ودفنهم بشكل لائق".
وأضاف البيان: "عدد كبير من الأسرى الأحياء موجودون داخل مدينة غزة. رئيس الوزراء يختار عن وعي التضحية بهم لأسباب سياسية، متجاهلاً موقف رئيس الأركان والأجهزة الأمنية. نتنياهو يتحمل المسؤولية الشخصية عن مصيرهم. الشعب لن يسامحه على هذه التضحية".
في وقت لاحق، توجهت عائلات الأسرى إلى مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس، حيث أغلقت الشرطة شارع غزة وأقامت حواجز تحسبًا لوصولهم.
عناب تسنجوكر، والدة الأسير متان، خاطبت زوجة رئيس الوزراء: "سارة، اخرجي وقولي لي ماذا وعدتِني. هناك آباء وأمهات هنا، اخرجي وقولي كيف خدعتِني وقلتِ إنكم ستبرمون اتفاقًا لإعادة الجميع. كفى أكاذيب!".
وأضافت: "أريد شيئًا واحدًا - أن تعيد لي الدولة ابني، مع 47 أسيرًا وأسيرة، أحياء وشهداء، وجنودنا أيضًا. هو لا يريد أن يسمعنا، هرب كالجبان، وسنلاحقه في كل مكان، ليلًا ونهارًا. إذا كان لا يتردد في إرسال جنودنا إلى القتال بينما الأسرى يستخدمون كدروع بشرية - فهو ليس رئيس وزراء جديرًا".
في وقت لاحق، أقامت عائلات الأسرى والناجون من الأسر خيامًا قرب مقر إقامة رئيس الوزراء.
وفي السياق، نشر رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب منشورًا في شبكته الاجتماعية Truth Social، قال فيه: "قرأت لتوي أن حماس نقلت الأسرى إلى فوق الأرض لاستخدامهم كدروع بشرية في وجه الهجوم البري الإسرائيلي. آمل أن قادة حماس يدركون ما يفعلونه. هذه جريمة إنسانية لا توصف. أطلقوا سراح جميع الأسرى فورًا - وإلا فكل الرهانات باطلة".
رئيس الوزراء نتنياهو رد قائلًا: "شكرًا للرئيس ترامب على دعمه الثابت لنضال إسرائيل ضد حماس، وعلى التزامه بإطلاق سراح جميع رهائننا".
من جهتها، ردت حماس على تصريحات ترامب، واعتبرت أنها "تعكس انحيازًا سافرًا للدعاية الإسرائيلية، وتُمثل نموذجًا صارخًا للمعايير المزدوجة - مع تجاهل لجرائم التطهير العرقي ومقتل نحو 65 ألف مدني بريء في غزة، معظمهم من النساء والأطفال". وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تدرك أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من "أفشل جميع الجهود للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى".