
في مقابلة مع قناة "عرуц 7"، عبّر العميد في الاحتياط أورن سولومون، القائد السابق للواء القتال في فرقة غزة، عن صدمته بعد مشاهدته لفيديو عرضته الصحفية أييلا حسون، يوثّق طوافة عسكرية تراقب شاحنات تحمل مسلحين من حماس في 7 أكتوبر دون أن تطلق النار عليهم.
سولومون، الذي قاتل في معركة قرب غابة ريم إلى جانب ابنه وشرطيين آخرين، قال إنهم أوقفوا تقدم المسلحين مستخدمين رشاش ماج أُخذ من دبابة مهجورة، وأنهم أنقذوا حياة العشرات من الجرحى.
ووصف هجومًا معقدًا بدأ حوالي الساعة العاشرة صباحًا، تخلله إطلاق RPG واشتباك مباشر، حيث اضطر إلى طلب دعم من القوات العسكرية، لكنه تلقى الرد بأن جميع القوات مشغولة. فطلب إرسال طوافة قتالية.
لاحقًا، تواصل مع طاقم الطوافة عبر ضابط اتصال كان صدفة قائد ابنه، وحدد لهم بدقة مواقع المسلحين والناجين. رغم ذلك، لم تُطلق الطوافة النار. الضابط أبلغه بأن السبب هو "عدم وجود تعريف واضح" للأهداف.
سولومون صدّق هذا التفسير لعام كامل، حتى عُرض عليه لاحقًا الفيديو الكامل ضمن فريق التحقيق، وتبيّن أن الطوافة رصدت بوضوح نحو عشرة شاحنات محملة بمسلحين، كانوا في طريقهم من المجزرة في الحفل الموسيقي إلى كيبوتس بئيري.
عندما سأل لماذا لم يتم إطلاق النار، قيل له إن الطيار قال إنه لم يكن متأكدًا من هوية المسلحين. "المحققون اكتفوا بهذا الرد"، يقول سولومون.
وأضاف أن التحقيق لم يشمل أسئلة ضرورية حول ما كان يجب على الطيار فعله في حالة الشك، ولم يُطلب منه تقارير إضافية أو معلومات من مصادر أخرى. "هذا طمس وتستر مقصود".
اتهم سولومون الجيش بالتحقيق فقط في سلوك الوحدات الميدانية، بينما أُعفيت القيادة الجنوبية، هيئة الأركان، قسم العمليات وسلاح الجو من المساءلة.
وأكد أن هناك رواية رسمية صاغها رئيس الأركان حينها، هرتسي هليفي، بالتعاون مع كبار الضباط، لتبرئة القيادة وإلقاء اللوم على المقاتلين في الميدان.
وأشار إلى أن لجنة التحقيق التي ترأسها هو نفسه، كشفت أن الفشل الحقيقي كان في قيادة الجيش العليا، بينما الجنود والقادة الميدانيون تصرفوا ببطولة.
وبشأن تصرف الطيار، قال إنه لا يرغب في إصدار حكم، ربما التباس أو فوضى منعته، وربما كان عليه المخاطرة والنزول أكثر أو طلب معلومات إضافية. لكنه يفضل التركيز على استخلاص الدروس لمستقبل سلاح الجو.
"الجيش وسلاح الجو الأفضل في العالم، لكنهم ليسوا ملكاً لرئيس الأركان ولا لي. عندما أوجه النقد، فهذا بدافع المسؤولية. لدي أبناء في الجيش، وأنا خدمت 35 سنة. هذا واجب تجاه عائلات الضحايا، وواجب مهني وأخلاقي".
كما علّق على ادعاء ظهر في الإعلام مفاده أن سلاح الجو لم يكن يعلم بما يجري حتى الساعة 16:20 عصرًا. وقال: "لديهم أفضل الوسائل. لديهم مراقبة جوية، وتم رصد العشرات من الشاحنات. كانت لديهم معلومات كاملة. القيادة الجنوبية، هيئة العمليات، والرئيس أركان كانوا يعلمون. ماذا فعلوا لتقليل عدد الضحايا؟ لا شيء. لا أوامر ولا تعليمات. صفر".
سولومون تعهد بمواصلة كشف الحقيقة، رغم محاولات التشويه التي استهدفته شخصياً. وأكد أن هناك ضباطًا يخافون من المساءلة، وأن هذا يؤثر سلباً على القيادة في الجيش، ويجب إصلاحه لاستعادة ثقة القادة.