השרה אורית סטרוק
השרה אורית סטרוקצילום: ערוץ 7

"هل دولة إسرائيل قادرة على إلغاء اتفاقيات أوسلو؟" - هذا ما سُئلت عنه الوزيرة الإسرائيلية أوريت ستروك خلال مؤتمر "رغافيم"، وذلك بعد ساعات فقط من تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية اغتيال لقادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

أجابت ستروك: "لا حاجة لإلغاء الاتفاقيات لأن السلطة الفلسطينية نفسها هي من ألغتها، عملياً ورسمياً"، وأشارت إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن في سبتمبر 2019 إنهاء جميع التفاهمات مع إسرائيل، وأمر بوقف التمييز بين مناطق A وB وC، وفرض ما سماه بـ"صلاحياته" على كامل الضفة الغربية.

وأكدت الوزيرة أنه إذا كانت إسرائيل قادرة على الوصول إلى أعدائها في أي مكان في العالم، وكشف الوجه الحقيقي لدولة قطر، فعليها أيضاً إزالة القناع عن "خداع السلطة الفلسطينية"، كما يجب أن تتأكد من أنها لن تحكم قطاع غزة ولا أي منطقة أخرى من "أرض إسرائيل".

وأضافت: "بركة فوكح عوريم، زوكيف كفوفيم ومتير אסوريم" - هكذا باركت ستروك العملية في الدوحة، مشيرة إلى أن مجرد تنفيذها هو بشرى كبيرة، بصرف النظر عن نتائجها الشخصية. وتابعت: "كما قال رئيس الوزراء في الليلة التالية: دولة إسرائيل لن تسمح لقتلة اليهود باستخدام أي مكان في العالم كـ"مدينة ملاذ". وهذا يجب أن ينطبق أيضاً على سجون السلطة الفلسطينية، التي تستخدم كملاجئ للمخربين، بل كقواعد لتنفيذ عمليات جديدة، بنظام "أدخل واطعن وارجع للملجأ".

وتابعت: "هذه الأراضي التي تخليّنا عنها في أوسلو من أجل السلام، لم نجلب السلام من خلالها، بل الإرهاب وتغذيته. حتى من وجهة نظر مؤيدي الاتفاق، لم نسلّمها لأننا نعتقد أنها ملك للعرب، بل لأننا أردنا السلام. السلام لم يتحقق. التجربة فشلت، ولا يوجد سبب للإبقاء على صفقة فاشلة. هذه الأراضي ما زالت لنا، وتجب استعادتها، خاصة بعد أن تم إلغاء الاتفاق رسمياً وفعلياً، وليس من قبلنا".

ستروك رأت أن السلطة الفلسطينية خرقت الاتفاقيات منذ لحظة توقيعها، ليس فقط عبر دفع رواتب للمخربين، والسيطرة على مناطق C، والتحرك القانوني والدولي ضد إسرائيل، بل من خلال جهاز التعليم الذي وصفته بأنه "منظومة تسميم" موجهة ضد إسرائيل واليهود. وأشارت إلى أن نتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت دعمًا واسعًا من فلسطينيي الضفة لهجوم السابع من أكتوبر، هي نتيجة لثلاثين عامًا من التحريض الممنهج.

وذكّرت الوزيرة بعملية "السور الواقي" عام 2002، وقالت إن إسرائيل قررت حينها أن حياة آلاف اليهود أهم من أي اتفاق، بعد أن كانت مناطق A محرّمة على الجيش الإسرائيلي لثماني سنوات، وأصبحت ملاذًا آمناً للإرهاب، على بُعد أمتار من المستوطنات. وذكرت أن التغيير الذي تم بعد العملية مكّن الجيش من تنفيذ عمليات إحباط في تلك المناطق، ضمن ما يُعرف بـ"جز العشب".

ودعت ستروك إلى استكمال هذا التغيير على الصعيد المدني أيضاً، كما بدأت إسرائيل في تصحيح "خطيئة فك الارتباط" عبر العودة إلى مستوطنات شمال السامرة، وإعادة السيطرة على أجزاء من مناطق C. وشددت على ضرورة تصحيح خطايا أوسلو أيضاً، والعودة إلى المناطق التي تم التخلي عنها "بظلم وحماقة".

وختمت مقالها باقتباس من سفر التثنية: "اشكيفة ممعون قدشيخ مين هشمايم، أوفاريخ إيت عمخ إيت يسرائيل، وأيت هاأداما أشير ناتاتا لانو، كأشير نشبعتا لأفوتينو، إيريت زافات خالاف أودفاش". وعلقت عليه بقولها: "الله أوفى بوعده لآبائنا، وأعطانا هذه الأرض مرارًا وتكرارًا. فهل سنعرف نحن، الذين أخطأنا وتركنا أرضنا، كيف نعيدها إلى أيدينا؟ أم أننا سنستمر في إهمال هذه الهدية الثمينة؟ هذا هو السؤال المطروح اليوم أمام حكومتنا، وآمل أن نعرف كيف نجيب عليه بالإجابة الصحيحة، توبة وطنية حقيقية".