ألقى رئيس دولة إسرائيل، يتسحاق هرتسوغ، مساء أمس (الأربعاء) خطاباً أمام جمهور من المسؤولين وصناع القرار والصحفيين في "تشاتهام هاوس" - المعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا، والذي يُعد من أبرز المنتديات السياسية في العالم.

استهل هرتسوغ كلمته حاملاً صورة الرهينتين غالي وزيف برمان، اللذين احتفلا بعيد ميلادهما الثامن والعشرين أمس، للمرة الثانية وهما في أسر حركة حماس في قطاع غزة. وقال: "المفتاح لتغيير مستقبل المنطقة بأسرها والطريق الوحيد لتحقيق السلام هو إعادة الرهائن إلى ديارهم".

وأوضح أن إسرائيل قبلت كل اقتراح جاد طُرح من قبل الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر وقطر، لكن حركة حماس ماطلت ورفضت مراراً. وأضاف: "إسرائيل مستعدة اليوم لاتفاق شامل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، لكن من أجل تحقيق ذلك، على حماس فقط أن تقول ‘نعم’. رفض واحد من زعيم حماس يكفي لعرقلة التقدم. هذا هو العائق الحقيقي".

وانتقد هرتسوغ سلوك بريطانيا، التي تشارك في المبادرة الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلاً: "الاعتراف الأحادي لن يحرر أي رهينة، ولن يمنع الجوع عن أي فلسطيني، بل سيشجع فقط حركة حماس ويكافئ الإرهاب. أصدقاؤنا وحلفاؤنا قد يختلفون معنا، لكن مثل هذا الإجراء يشوّه بشكل خطير الطريق نحو سلام حقيقي".

وأكد أن إسرائيل تطمح إلى مستقبل من السلام مع الفلسطينيين، لكن "اليوم التالي" يجب أن يكون خالياً من حماس في غزة. وأضاف: "الخطأ الكبير الذي ترتكبه العديد من الدول هو أنها لا تميز بين من هو الحليف الحقيقي ومن هو العدو. نحن نحارب هنا دفاعاً عن العالم الحر. إسرائيل تقف في الخط الأمامي في مواجهة الحضارة الجهادية. نحن ندافع عن أوروبا وعن القيم الغربية، وعن العالم الحر بدماء أبنائنا وبناتنا ودموع عائلاتنا. هذا هو نضالنا".

وتابع: "نحن نحارب عدواً وحشياً ارتكب مجازر وخطف وأحرق واغتصب مواطنينا. ورغم ذلك، هناك من يقول: ’نريد من إسرائيل أن تنسحب من غزة‘. نحن لم نهاجم سبع دول، بل هوجمنا من سبع جبهات عبر صواريخ باليستية وأسلحة متطورة زوّدت بها إيران وكلاؤها الذين يسعون لتدميرنا".

وفي ختام كلمته، شدد الرئيس الإسرائيلي على أن نضال إسرائيل ليس فقط من أجل بقائها، بل من أجل القيم الديمقراطية المشتركة، قائلاً: "نحن ندافع عن أوروبا والعالم الحر بدماء أبنائنا. رسالتنا واضحة: ساعدونا في استعادة الرهائن، وهزيمة حماس، وبناء مستقبل من السلام".