
نتائج الهجوم الإسرائيلي في قطر لا تزال غير واضحة والتقارير متضاربة، ولكن حتى من دون معرفة النتائج الدقيقة، فإن تداعيات الحدث على العالم العربي برمته دراماتيكية.
الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدكتور مردخاي كيدار، تحدث في مقابلة مع قناة "ערוץ 7" عن ردود الفعل العاصفة في العالم العربي منذ الهجوم.
وقال: "من حيث المعنى، العالم العربي يغلي. الجميع يتحدث، صراحة أو تلميحًا، أن إسرائيل فقدت الحدود. تهاجم في إيران وسوريا واليمن، حيث كادت تقضي على حكومة كاملة، ولا يوجد مكان آمن من يد إسرائيل، ولا يوجد شخص في العالم العربي محمي من قدراتها. ربما الآن ستقضي على الجولاني أو شخصية رفيعة في لبنان للضغط على الحكومة هناك لتجريد حزب الله من سلاحه. إسرائيل قادرة على تصفية ملوك وأمراء ونخب. هذا ما يُقال بشكل صريح".
ويضيف كيدار: "يقولون إن إسرائيل تحولت إلى المتنمّر في الشرق الأوسط، والأمة العربية لا تفهم ما الذي يحدث"، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تُقال كـ"انتقاد موجه للعالم العربي". ولتوضيح حجم الحدث، أشار كيدار إلى أن "قطر دولة أربكت العالم العربي منذ عام 1996 حين أنشأت قناة الجزيرة، وكانت سببًا في الربيع العربي، وسقوط أنظمة وخسائر بملايين الضحايا، ولم يجرؤ أحد على المساس بها مباشرة. فُرض عليها حصار لثلاث سنوات وفشل. قطر نجت من الحصار وتحكم العالم العربي، وفجأة تأتي إسرائيل وتضرب في عاصمة قطر أكثر الأشخاص المحبوبين لديهم - رجال حماس - وتمضي قدمًا وكأن شيئًا لم يكن. هذا ما يجعل العالم العربي يفقد توازنه".
العالم العربي اليوم يبحث عن من ينقذه: هل مصر؟ تركيا؟ السعودية؟ الدولة التي يشك البعض بأنها تعاونت مع إسرائيل، وأن الطائرات الإسرائيلية عبرت أجواءها للوصول إلى الهدف. "السعودية تدين، لكن من يصدق هذا الإدانة؟".
وبشكل عام، حالة من انعدام الثقة والشك المتبادل تسيطر على العالم العربي. "لا أحد يثق بالآخر. الجميع أدان رسميًا، لكن لا أحد قطع العلاقات مع إسرائيل، ولا حرّك جيشًا نحوها، باستثناء بعض التحركات المصرية في سيناء، والتي كانت قائمة مسبقًا. فعليًا، الأمة العربية ملقاة على الأرض، وإسرائيل تدوس في أي مكان تشاء وفي أي وقت".
ويضيف د. كيدار أن العالم العربي يحمّل حماس المسؤولية. "بالعربية يقولون إن ما حدث أشبه بركل عش دبابير. من يركل عش الدبابير عليه أن لا يتفاجأ إذا لُدغ هو والآخرون، وهذا ما فعلته حماس في السابع من أكتوبر. ركلت بعنف عش دبابير إسرائيلي، ومنذ ذلك الوقت وإسرائيل تهاجم في كل مكان تريده، والعالم العربي يخشى أن يظهر أفيحاي أدرعي ويأمر بالإخلاء. يتعاملون معه كملك العالم العربي. عندما يأمر بالإخلاء، يلتزمون بالأمر".
وختم د. كيدار بالقول إن أحد المحللين المصريين قال بالأمس إن التاريخ ينقسم إلى ثلاثة فصول: ما قبل أكتوبر 2023، ومنذ ذلك الحين وحتى التاسع من سبتمبر هو الفصل الثاني، وأما الأمس فقد افتتح الفصل الثالث. بهذا الشكل يرى البعض أن الهجوم في قطر يمثل نقطة تحوّل في كل ما يجري في الشرق الأوسط.