في الولايات المتحدة وإسرائيل، ينعى مسؤولون وناشطون تشارلي كيرك، الناشط المحافظ المؤيد لإسرائيل، والذي قُتل مساء أمس خلال فعالية أُقيمت في جامعة يوتا.
كيرك كان من أبرز النشطاء في القضايا المحافظة، وعبّر عن رفضه للرواية المناهضة لإسرائيل، واعتُبر من أبرز وجوه الجيل الجمهوري الشاب في أمريكا الشمالية. بالإضافة إلى نشاطه السياسي، تميّز بدعمه الثابت لإسرائيل وبمكافحته لمعاداة السامية، وهو ما عرّضه لانتقادات كثيرة.
لم يتردد كيرك في تكرار إيمانه بأن إسرائيل هي الحليف الاستراتيجي الأهم للولايات المتحدة، حتى في ظل معارضة شديدة من جهات عدة. وكتب عن نفسه: "لا يوجد شخص غير يهودي في عمري لديه سجل أوضح وأكثر حدة في دعم إسرائيل".
وُلد كيرك في 14 أكتوبر 1993 في مدينة شيكاغو، وشارك منذ سن مبكرة في نشاطات الحزب الجمهوري، وظهر في وسائل الإعلام ممثلًا لمواقفه خاصة فيما يخص قضايا التعليم.
قبل إنهائه المرحلة الثانوية، أسس منظمة "Turning Point USA"، والتي أصبحت قوة سياسية بارزة في الجامعات الأمريكية، مع مئات الفروع وآلاف النشطاء. قاد كيرك حملة لترسيخ القيم المحافظة، وأصبح شخصية محورية بين الشباب الأمريكي.
المقدمان ميغين كيلي وغلين بيك، وهما من أصدقاء كيرك المقربين، لم يتمكنا من حبس دموعهما عند إعلان خبر مقتله. كيلي قالت: "كان صغيرًا جدًا، فقط 31 عامًا. لماذا كان يجب أن يحدث هذا؟"، فيما أضاف بيك: "لم تكن هناك فرصة لبقائه على قيد الحياة بعد تلك الطلقات"، مضيفًا وهو يختنق بالبكاء: "على الأقل لم يتعذب طويلًا".
في الولايات المتحدة، لا يزال وقع الصدمة شديدًا. المؤثر اليهودي الأمريكي بن شابيرو، الذي أضاء شعلة في إسرائيل بعد السابع من أكتوبر تقديرًا لنشاطه الإعلامي، قال: "أنا مفجوع ومنهار تمامًا. لا يُصدق ما حدث. التقيت تشارلي عندما كان في الثامنة عشرة، متحمسًا ومصممًا. قلت حينها إنه سيصبح يومًا ما رئيسًا للحزب الجمهوري. لكنه أصبح أهم من ذلك. تمسّك بمعتقداته وكان إنسانًا طيبًا، آمن بالخير والشر ووقف خلف قيمه التوراتية. سنفتقده جميعًا. علينا أن نواصل الكفاح من أجل ما آمن به".
في إسرائيل أيضًا، نُشرت تعليقات رثاء لكيرك. رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو كتب: "تشارلي كيرك قُتل لأنه قال الحقيقة ودافع عن الحرية. كان صديقًا لإسرائيل بقلب شجاع، قاتل الأكاذيب من أجل اليهود والمسيحيين". وأضاف: "تحدثت معه قبل أسبوعين فقط، ودعوته لزيارة إسرائيل. للأسف، هذه الزيارة لن تتحقق. لقد فقدنا إنسانًا رائعًا. فخره غير المحدود بأمريكا وإيمانه العميق بحرية التعبير سيتركان أثرًا طويل الأمد. ارقد بسلام يا تشارلي كيرك".
الناشط الإعلامي يوسف حداد نشر مقطع فيديو قصيرًا يظهر فيه كيرك وهو يواجه طالبًا مؤيدًا للفلسطينيين، وبعد إعلان مقتله كتب: "فقدنا صديقًا حقيقيًا لدولة إسرائيل. رجل شجاع دافع عن بلدنا بإصرار، وواجه المؤيدين للفلسطينيين بلا خوف، وشارك في الدفاع عن إسرائيل رغم أنه ليس إسرائيليًا ولا يهوديًا. سيكون له مكانة محترمة في فصل الإعلام في الحرب. هذه الجريمة الوحشية هي حادث مظلم للولايات المتحدة، ولكن أيضًا لنا في إسرائيل".
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قال: "اليسار في أمريكا نجح في اغتيال رجل من اليمين، ونأمل ألا ينجح مقلدوهم في إسرائيل. الكلمات يمكن أن تقتل".