
حذر د. يوسي منشروف، الباحث في الشأن الإيراني والميليشيات الشيعية والحوثيين، والباحث في معهد مشغاف للأمن القومي، من خطورة نوايا الحوثيين لتنفيذ غزو بري داخل إسرائيل.
وأوضح أن من يتابع الإعلام الحوثي يلاحظ أنهم يتدربون بالفعل على عمليات اقتحام باتجاه إسرائيل، ويعلنون عن نيتهم تنفيذ خطوة عسكرية كهذه. وأضاف: "منذ فترة طويلة يصرحون بذلك علنًا ويجرون تدريبات تحاكي اجتياح إسرائيل مع التركيز على ديمونا. لديهم طموحات كبيرة، وبعد 7 أكتوبر لا يمكن لأي جهة أمنية إسرائيلية تجاهل خطورة هذا التهديد".
وأشار إلى أن الحوثيين ميليشيا منظمة ومدعومة من إيران، الحرس الثوري وقوة "قدس"، مؤكدًا أنه يجب التعامل مع إيران باعتبارها مصدر المشكلة، تمامًا כפי نجحت إسرائيل سابقًا في استهداف حزب الله والقيادات التابعة لقوة قدس في لبنان.
وأكد منشروف أن الإعلام الحوثي يعرض صورًا لتدريبات تحاكي غزو إسرائيل بالأسلحة، على غرار تدريبات حماس قبل 7 أكتوبر، مضيفًا أن مركز الاستخبارات ومكافحة الإرهاب نشر توثيقات مصورة لهذه التدريبات. وبحسبه، هناك نية حقيقية للتوغل داخل إسرائيل عبر الأردن أو سوريا.
كما ذكّر بمحاولة إيرانية سابقة لنقل عشرات الحوثيين إلى حدود إسرائيل لتنفيذ عملية إرهابية، لكنها لم تنجح. وأوضح أن إيران ترى في الساحة الأردنية مجالًا مناسبًا للتحرك بسبب ضعف النظام الأردني وعدم وجود حدود منظمة مع إسرائيل، ما يجعلها ساحة مغرية.
وأضاف أن الحوثيين، الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف، قد يحاولون التسلل بمئات العناصر، وليس فقط بفرق صغيرة. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تمنحهم مكانة في المنطقة وتتيح لهم السيطرة على اليمن بحجة "خيانة" كل من لا يدعم هذا التوجه.
وأوضح منشروف أن الحوثيين طلبوا بالفعل من حماس خلال عملية "حارس الأسوار" المشاركة عبر إطلاق صواريخ، لكن حماس رفضت ربما لتوفيرهم لمعارك أكبر مثل 7 أكتوبر. وبشأن الاغتيال المركّز الأخير في اليمن، قال إنه يمثل علامة فارقة لكنه يتطلب جهودًا إضافية لردع الحوثيين.
وأكد أن إسرائيل تحتاج إلى جمع معلومات دقيقة حول منصات الإطلاق والعمل على تدميرها، إضافة إلى استهداف قيادات ميدانية. كما شدد على ضرورة بناء تعاون إقليمي برعاية أمريكية وبريطانية، موضحًا أن الحوثيين لا يشكلون تهديدًا لإسرائيل فقط، بل أيضًا لحريّة الملاحة الدولية.
وفيما يخص التعاون الأمني مع الأردن، أشار منشروف إلى أن العلاقات تأثرت بسبب الحرب في غزة، وأن الشارع الأردني يضغط على النظام ليبتعد عن التعاون مع إسرائيل، ما يجعل أي تعاون قائم غير علني وغير موثوق. لذلك، بحسبه، إسرائيل تعتمد على نفسها بعد 7 أكتوبر وتعمل على تعزيز حدودها مع الأردن عبر إنشاء فرقة عسكرية جديدة لحماية أطول حدودها البرية.