
شهدت الأشهر الأخيرة انتشار صور مزيفة تتعلق بالمحرقة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تبيّن أن هذه الصور أُنتجت باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتُعرض للبيع من قبل جهات تهدف لتحقيق أرباح مالية.
تحقيق أجرته شبكة BBC كشف أن وراء هذه الظاهرة تقف شبكة دولية من مرسلي الرسائل المزعجة (سبام)، الذين يعرضون للبيع صورًا توحي بأنها توثق ناجين من المحرقة أو مشاهد من داخل معسكرات الإبادة.
يطلب البائعون مبالغ كبيرة مقابل هذه الصور، ليكتشف المشترون لاحقًا أنها ليست أصلية بل من إنتاج رقمي مزيف. من بين الصور التي تم التأكد من زيفها مؤخرًا، صورة لفتاة صغيرة تعزف على كمان داخل معسكر إبادة، وصورة أخرى لزوجين شابين يقفان بجانب سور أحد المعسكرات.
منظمات تهتم بتخليد ذكرى المحرقة أعربت عن قلقها الشديد من هذه الظاهرة، محذرة من أن انتشار هذه الصور يسيء إلى الناجين وعائلاتهم. المتحدث باسم متحف أوشفيتز-بيركيناو، بافيل سافيتسكي، قال لشبكة BBC: "هناك من يخترع قصصًا لأجل لعبة عاطفية غريبة تحدث عبر مواقع التواصل. لكن هذا ليس بلعبة - إنه واقع حقيقي، ومعاناة حقيقية، وأشخاص حقيقيون نريد وعلينا تخليد ذكراهم".
وأوضح أن إدارة المتحف توجهت إلى إدارة شركة "ميتا" لمحاولة وقف نشر هذا المحتوى المزيف.
ووفقًا للتحقيق، فإن مصدر الصور المزيفة يعود إلى شبكة من صانعي المحتوى في باكستان، يسعون إلى توليد محتوى صناعي على الإنترنت لأغراض ربحية. أحد المستخدمين، عبد المغيث، تفاخر بأنه حقق أرباحًا تصل إلى نحو 20 ألف دولار من خلال نشر هذه الصور، بما فيها تلك المتعلقة بالمحرقة.