شهدت مدينة ديربورن في ولاية ميشيغان نهاية الأسبوع الماضي مسيرة الأربعين بمشاركة نحو 40 ألف شخص، في قلب أكبر تجمع للشيعة في الولايات المتحدة. حظي الحدث بحراسة مشددة من السلطات المحلية، وتغطية واسعة في وسائل الإعلام الأمريكية والدولية.

مسيرة الأربعين، التي تُقام إحياءً لذكرى مرور أربعين يومًا على استشهاد الإمام الحسين، حفيد النبي محمد، في معركة كربلاء، تحوّلت إلى أكبر فعالية دينية من نوعها في الولايات المتحدة.

مدينة ديربورن، الواقعة في ضواحي ديترويت، تُعد مركزًا رئيسيًا للجالية العربية والشيعية في أمريكا، وتستضيف منذ عقود طويلة عشرات الآلاف من المهاجرين من أصول لبنانية، كثير منهم من المسلمين الشيعة. بدأت الهجرة إلى المدينة مطلع القرن العشرين مع ازدهار مصانع فورد، وازدادت بشكل ملحوظ خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

بحسب موقع "شفقنا"، سجلت المسيرة هذا العام أعلى نسبة مشاركة حتى الآن.

رافقت الحدث إجراءات أمنية واسعة قادتها شرطة المدينة بالتعاون مع السلطات المحلية، بإشراف رئيس بلدية ديربورن عبد الله حمود. ووفقًا لتقرير قناة CBS News Detroit، تم اعتقال شخص هدد المشاركين خلال التظاهرة، إلا أن الحدث بقي تحت السيطرة ولم يُسجل وقوع إصابات. أكدت السلطات التزامها التام بحماية حرية العبادة، مع سياسة عدم التسامح مطلقًا مع أي عنف.

إلى جانب الطابع الديني، حظيت المسيرة باهتمام سياسي وإعلامي كبير. ركزت وسائل الإعلام المحلية الأمريكية على الجوانب الأمنية والتنظيمية، بينما اعتبرت وسائل إعلام وطنية الحدث تعبيرًا عن قوة وهوية الجالية العربية والشيعية في الولايات المتحدة.

من جهتها، سلطت وسائل إعلام محسوبة على إيران وحزب الله، مثل قناة "الميادين"، الضوء على المسيرة باعتبارها رمزًا لقوة المجتمع الشيعي عالميًا، ودليلًا على ترسيخ "محور المقاومة" في قلب أمريكا.

برز الحدث أيضًا في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت آلاف الصور ومقاطع الفيديو عبر منصات X، إنستغرام ويوتيوب، توثق الأناشيد والهتافات والخطب التي ألقيت خلال المسيرة. ورأى كثيرون من أبناء الطائفة الشيعية حول العالم في هذه التظاهرة دليلاً على قدرة الجالية على الحفاظ على هويتها الدينية والثقافية رغم بعدها عن الشرق الأوسط.