
دعا العميد في الاحتياط إيرز وينر، الذي شغل سابقاً منصب رئيس قسم التخطيط في قيادة الجنوب بالجيش الإسرائيلي، إلى تغيير جذري في سياسة إسرائيل تجاه قطاع غزة، منتقداً بشدة أسلوب تقديم المساعدات الإنسانية الحالي.
وقال وينر إن إسرائيل، بدلاً من إضعاف حركة حماس، تعمل على تعزيز قوتها، مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة لوقف ما وصفه بـ"النزيف المعنوي والإنساني والسياسي" هي من خلال خطوات حاسمة تشمل فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق شمال القطاع، إخلاء السكان، ووقف تام لأي نوع من المساعدات.
وأوضح وينر أن "الامتناع عن إخلاء السكان من شمال القطاع مع استئناف القتال في مارس كان خطأً استراتيجياً"، مشيراً إلى أن "إدخال المساعدات دون رقابة أتاح لحماس السيطرة عليها أو تعرضها للنهب من قبل المدنيين في ظل قانون الغاب". واعتبر أن هذا يغذي "حملة الجوع" التي أطلقتها حماس وتحظى بدعم إعلامي محلي ودولي، ما يضعف صمود إسرائيل داخلياً وخارجياً.
وأضاف: "المساعدات لا تُسهم في تحرير الأسرى ولا تدفع حماس إلى الاستسلام، بل تعزز شعورها بالنصر. كلما زادت الأزمة المعنوية، زاد وهمها بأنها تستطيع تحقيق أهدافها، مثل وقف القتال والبقاء في الحكم أو حتى إسقاط الحكومة الإسرائيلية".
واقترح وينر مساراً مزدوجاً لتغيير المعادلة: إعلان فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق شمال القطاع الخاضعة لسيطرة الجيش مثل "المنطقة الحدودية الشمالية"، "رُكام السبعين"، و"بيت حانون". وأكد أن هذا "خطوة قانونية لا تتطلب تعزيزاً عسكرياً، وتخلق واقعاً جديداً لا رجعة فيه".
كما دعا إلى استكمال إخلاء السكان من شمال القطاع خلال أسبوع، دون تفتيش، ومن ثم إقامة نقاط لتوزيع المساعدات فقط على طول محور "نتساريم". وقال: "في الشمال - لا ماء، لا غذاء، لا كهرباء. كل من يرغب بالخروج يمكنه المرور عبر المحور الخاضع لسيطرتنا".
واختتم وينر بالقول: "ما يقلق حماس أكثر من أي شيء هو فقدان السيطرة: على الأرض، على السكان، وعلى المساعدات. هذه ليست الطريقة الأسرع، لكنها فعالة وتؤدي إلى نتيجة استراتيجية. الإحباط لن يقود إلى أي مكان. فقط خطة منهجية وتدريجية وحاسمة يمكنها كسر حماس. يجب تغيير الاتجاه - وبشكل عاجل".