
في أعقاب ما وصف بـ"حملة التجويع" التي تطلقها حركة حماس وتلقى صدى في إسرائيل والعالم، صرّح مسؤول أمني إسرائيلي رفيع اليوم أن "الجيش الإسرائيلي يسيطر على 75٪ من مساحة قطاع غزة".
وأضاف أن هناك عمليات تُنفذ لإبعاد حماس عن المساعدات الإنسانية أو السكان، مشيراً إلى إغلاق المسار المصري لنقل المساعدات، وإنشاء منظومة موحدة لإدخال المساعدات تعزز من سيطرة إسرائيل على ما يدخل القطاع، والحد من استغلال حماس لذلك.
وأوضح أن عدداً قليلاً فقط من المنظمات تعمل حالياً داخل القطاع، بسبب وجود آلية رقابة تُفرض على عمل المنظمات الدولية، نتيجة لمخاوف إسرائيلية سابقة من بعض تلك الجهات.
وأشار المسؤول إلى أن وجود مليوني فلسطيني في 25٪ من مساحة القطاع - الذي كان يعدّ من أكثر المناطق اكتظاظاً في العالم حتى قبل الحرب - يشكل تحدياً كبيراً، إذ "من جهة نُحقق إنجازات ملموسة ضد حماس، لكن لذلك ثمن من جهة أخرى - ثمن في الشرعية، وفي الصعوبات، وثمن إنساني. نحن الآن عند مفترق طرق يجب فيه الحفاظ على الإنجازات العملياتية لأننا على مشارف صفقة، آمل جداً أن تتم".
وبحسب رأيه، فإن "حملة التجويع تهدف لتحقيق المزيد من المكاسب ضمن الصفقة الخاصة بإطلاق سراح المحتجزين، كما أن المجتمع الدولي الذي يسعى لوقف الحرب يضغط في أكثر النقاط حساسية، وهي الوضع الإنساني المعقد في غزة". وأضاف: "هذا لا يعني أنني أستهين بالوضع الإنساني، بل هو معقد فعلاً. حماس تسعى من خلال الصفقة لضمان بروتوكول إنساني يفيدها، سواء من حيث الموارد المالية أو من حيث تعزيز شرعيتها بين جمهورها".
وأوضح أن "الفرصة الأخرى لحماس هي استغلال الصعوبات العامة" في القطاع.
ولفت المسؤول الأمني إلى أن حملة إعلامية سبقت حملة التجويع، حيث ادّعت وجود نقص في المياه ومن ثم اكتظاظ في المستشفيات، لكنها لم تحظَ بالاهتمام الإعلامي المطلوب، مما دفع حماس للتركيز على "التجويع... لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هناك مجاعة حقيقية في غزة".
وقال إن بعض الصور التي نُشرت على الإنترنت لأطفال يبدون جائعين تعود لحالات مرضية وراثية، "لكن العلاقة بين تلك الحالات والجوع غير واضحة". وادعى أن الصور استغلت من قبل حماس وبعض وسائل الإعلام العالمية، مضيفاً: "حتى الآن لم أتمكن من الحصول على تقرير طبي دقيق عن أحد الأطفال الذين ظهرت صورهم. لا يمكن اعتبار حالة واحدة دليلاً على وجود مجاعة".
كما أعرب عن استيائه من تركيز المجتمع الدولي على الوضع في غزة، متجاهلاً في رأيه أحداثاً دامية وقعت مؤخراً في مناطق أخرى، قائلاً: "من غير المعقول أن يتجاهل العالم ما يحدث في الجولان ويركز على مجاعة غير موجودة في غزة، بينما لدينا محتجزون يُعانون في الأنفاق".
وأشار المسؤول إلى وجود مساعدات إنسانية كبيرة في معبري كرم أبو سالم وزيكيم تصل إلى 900 شاحنة، لكن الأمم المتحدة لم تجمعها، قائلاً: "حتى يوم الأحد، لم تجمع الأمم المتحدة أي شاحنة. لكن بعد الانتقادات الإسرائيلية، جمعت الأمم المتحدة يوم الاثنين 70 شاحنة، وفي الثلاثاء 120 شاحنة. لم يتغير شيء على الأرض، وهذا يثبت أن الأمم المتحدة قادرة عندما تريد. جزء من المشكلة ليس مهنياً بل يتعلق بعوامل غير موضوعية".
وختم بالقول إنه ستجري اليوم عملية إسقاط مساعدات إنسانية من الجو من قبل الأردن والإمارات.