
"ولا تدنسوا الأرض... لا يُكفَّر عن الأرض من الدم الذي سُفك فيها إلا بدم السافك" - هذه الآيات القوية من فقرتنا التوراتية تؤكد على حقيقة أبدية: أرض إسرائيل لا تتحمل وجود قتلة لا يُعاقبون.
بقاؤهم على قيد الحياة ينجّس الأرض، يعكّر صفاء أجوائها، ويضر بجوهرها كأرض مقدسة.
دماء القتلى في محيط غزة، ودماء الجنود والجرحى، لا تزال تغلي وترفض السكوت. كيف يمكن إبقاء من أزهقوا الأرواح بشرّ وقسوة على قيد الحياة؟ علّمنا حكماء التلمود أن الدم "يدنّس" الأرض - ويجلب عليها الغضب الإلهي بدلًا من حلول الحضور الإلهي. الأرض نفسها تطالب بالتطهير - بدم القتلة.
إطلاق سراح الأسرى الأمنيين لا يشكل فقط خطأً استراتيجيًا قد يؤدي إلى استمرار دوامة الإرهاب وتشجيع المزيد من عمليات الاختطاف، بل هو فعل شراكة في الشر، ومساس بقيم العدالة، وتوسيع لرقعة النجاسة. كتب المفسر اليهودي الرامبان أن حرص التوراة على سلوك سكان الأرض ينبع من قدسية الحضور الإلهي فيها - والقتل هو نقيض ذلك تمامًا: فعل من القسوة المطلقة مقابل الرقة والرحمة.
في صفقات الإفراج المشبوهة، عندما تركّز المنظومة القضائية على حقوق الأسرى الأمنيين بدلًا من حقوق الضحايا، وحين تُملى السياسة بدوافع "أخلاقية" مشوّهة تفضّل "الرحمة على القساة" - فإننا نفقد بوصلة القيم لدينا.
لقد آن الأوان لإنهاء هذه الدوامة. لا رحمة ولا تملق - بل عدالة. عدالة تنقذ الأرواح، وتحترم قدسية الأرض، وتعبر عن وفاء للأخلاق الحقيقية: حياة مقدسة في أرض الحياة.