
أفاد تقرير لموقع "إيران إنترناشيونال" أن إسرائيل نفذت عملية تصفية دقيقة استهدفت محمد رضا صديقي صابر، أحد كبار العلماء النوويين في إيران، قبل ساعات قليلة من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الحرب الأخيرة مع إيران.
كان صديقي صابر يُعد شخصية مركزية في مشروع تطوير الرؤوس النووية، المرحلة النهائية في إنتاج القنبلة الذرية الإيرانية. وُلد عام 1974 في قرية نياكو بمحافظة جيلان، وكان عضو هيئة تدريس في جامعة مالك أشتَر للتكنولوجيا، التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، ويعمل ضمن منظمة "سبند" المسؤولة عن مشروع الأسلحة.
حمل صابر درجة الدكتوراه في الهندسة النووية من جامعة أمير كبير، وكان أحد أبرز الأسماء في مشروع "أمد" إلى جانب شخصيات معروفة مثل محسن فخري زاده وسعيد برجي.
بحسب التقرير، نجا صابر من الهجوم الإسرائيلي الأول في طهران مع بداية الحرب، لكنه تم تحديد مكانه وتصفيته بعد أسابيع في مدينة أستانه أشرفية، مسقط رأسه، عندما كان في منزل عائلة زوجته.
في 23 يوليو، الساعة 1:07 بعد منتصف الليل، أي قبل أقل من ثلاث ساعات على سريان وقف إطلاق النار، أطلقت إسرائيل ثلاثة صواريخ نحو زقاق فتح المبين في شارع فردوسي بالمدينة.
شهود عيان أفادوا بأن أصوات طائرات حربية وطائرة صغيرة سُمعت قبل لحظات من الضربة. وأسفرت الغارة عن مقتل صابر، وزوجته، وأطفاله، وأفراد من عائلة زوجته - الذين يُعتقد أنهم استخدموا كدروع بشرية.
التقرير أشار إلى أن صابر فر إلى طهران في بداية الحرب، ثم عاد إلى مدينته متخفيًا بهوية مدنية كمختص في أبحاث اللقاحات، في محاولة لإخفاء دوره في البرنامج العسكري.
على مدار ثلاثة عقود، قاد صابر مشاريع حساسة لتطوير متفجرات متقدمة، وأجرى تجارب وأبحاثًا متخصصة في التفجيرات وتقنيات التفخيخ. ترأس المركز الإيراني لأبحاث المواد الكيميائية المتقدمة، وأدار شركة "فيشغمان فرديس"، وهي شركة واجهة زودت البرنامج النووي بمواد حساسة، وذُكرت في وثائق أرشيف البرنامج النووي الإيراني التي كشف عنها الموساد.
التصفية جاءت ضمن حملة استهدفت تسعة مسؤولين كبار في مشروع إيران النووي خلال اليوم الأول من الحرب.