
اعتقلت السلطات البلجيكية اثنين من المواطنين الإسرائيليين خلال مشاركتهما في مهرجان "تومورولاند"، وحققت معهما بشبهة التورط في جرائم حرب ارتُكبت خلال القتال في قطاع غزة.
جاء الاعتقال إثر شكوى تقدّمت بها مؤسسة "هند رجب" المعنية بملاحقة جنود الجيش الإسرائيلي قانونيًا حول العالم، واتهمت فيها الاثنين بـ"المشاركة في جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وحتى أعمال إبادة جماعية خلال العمليات العسكرية في غزة".
وتم التعرف على الاثنين من قبل الشرطة الفيدرالية البلجيكية أثناء المهرجان، حيث كانا يلوّحان بأعلام لواء جفعاتي التابع للجيش الإسرائيلي. وبعد تحقيق قصير، أُطلق سراحهما ويُعتقد أنهما غادرا بلجيكا في طريقهما إلى إسرائيل.
في بيان صادر عن المؤسسة جاء: "للمرة الأولى في أوروبا، تم توقيف واستجواب إسرائيليين يُشتبه بتورطهم في جرائم في غزة. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا قوة القانون والرغبة في تطبيقه. للضحايا والناجين في غزة: نراكم ونسمعكم وسنواصل حمل مطلبكم بالعدالة. ولمن اعتقدوا أن الحصانة أبدية: هذه اللحظة تثبت العكس".
وأضافت المؤسسة: "هذا تطوّر مهم يفتح الباب أمام مزيد من الخطوات القانونية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم".
مؤسسة "هند رجب" تأسست في سبتمبر 2024 في بروكسل كمنظمة غير ربحية، وتُعد فرعًا لحركة "30 آذار" التي تنشط منذ أكثر من ثلاثين عامًا في ملاحقة جنود الجيش الإسرائيلي قضائيًا.
يرأس المؤسسة الناشطان من أصل لبناني دياب أبو جهجة وكريم حسون، وهي تجمع معلومات علنية من الإنترنت عن جنود الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك تفاصيل مشاركتهم في عمليات عسكرية، بهدف ملاحقتهم قضائيًا في دول أجنبية.
حتى الآن، قدمت المؤسسة شكاوى قانونية ضد عشرات الجنود، وأحالت معلومات إلى المحكمة الجنائية الدولية (ICC) حول ما تصفه بـ"جرائم حرب" ارتكبها أكثر من ألف جندي وضابط خلال عمليات في قطاع غزة ولبنان. كما تنشر معلومات عن تواجد جنود إسرائيليين في الخارج بهدف تعريض أمنهم للخطر.