
كُشف النقاب عن تفاصيل جديدة تتعلق بالتحضيرات الاستخباراتية والعملياتية التي سبقت الهجوم الإسرائيلي على إيران، وذلك بعد ورود إنذارات خطيرة بشأن تقدم في البرنامج النووي العسكري الإيراني.
وبحسب تقرير الصحفي عمري منيف في قناة الأخبار الإسرائيلية 12، فقد وجّه المستوى السياسي الإسرائيلي في نوفمبر الماضي تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لشن هجوم على إيران. في أعقاب ذلك مباشرة، تم تشكيل فريق خاص في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) ضمن وحدة "هيفخا مستابرا"، وهو فريق سري يضم خبراء تقنيين ركزوا على تحليل التقدم في المجال النووي.
في يناير، حذر الفريق من "إطلاق مشروع منظم لإنتاج المرحلة النهائية المطلوبة لإطلاق صاروخ نووي". وفي الوقت نفسه، أصدرت شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إنذاراً مسبقاً حول مؤشرات مقلقة لتطوير سلاح نووي من قبل إيران.
تشير الاقتباسات من التحذيرات إلى أن فريقاً من العلماء النوويين الإيرانيين كان يعمل سراً على مكونات لم يتم التعامل معها سابقاً، ما دلّ على تقدم نحو مرحلة حاسمة في البرنامج النووي.
في مايو، انضم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء شلومي بيندر، إلى التحذيرات، محذراً المستوى السياسي بالقول: "يبدو أن إيران تواصل التقدم بعزم، مما يقلّص الفجوة التكنولوجية والإدراكية نحو استكمال تطوير جهاز سلاح نووي".
في هذه المرحلة، كانت الاستعدادات للهجوم في أوجها. وكان المطلب العملياتي هو شن هجوم عنيف يشمل اغتيال عدد كبير من كبار الشخصيات في وقت واحد. ولضمان دقة الاستهداف، تم بناء سيناريوهات متعددة لكل هدف مسبقاً، بما في ذلك مواقع مكاتب، شقق خاصة، وشقق سرية.
خلال الأسبوعين السابقين للهجوم، طورت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وسيلة تكنولوجية قامت يومياً بتقييم عدد المستهدفين الذين يمكن اغتيالهم في الوقت الحقيقي. وبهذا تم اختيار التوقيت الدقيق - فجر يوم الجمعة - ومواقع الضربات.
النتيجة: اغتيال أكثر من 30 شخصية بارزة، من بينهم رئيس الأركان الإيراني، قائد الحرس الثوري، وعدد من كبار العلماء في المجال النووي.