
منذ نهاية الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025، تزايدت التقارير حول انفجارات غامضة وحوادث غير معتادة في مختلف أنحاء إيران، شملت أضراراً جسيمة في مبانٍ سكنية ومنشآت مدنية ومواقع حضرية، مما أثار تساؤلات داخل إيران وخارجها.
اليوم (الاثنين)، أُفيد عن انفجار عنيف في مدينة قم، وصفته السلطات بأنه "تسرب غاز"، إلا أن هذه الحادثة ليست استثنائية. فمنذ أواخر يونيو، شهدت طهران سلسلة من الانفجارات في مناطق سكنية، منها أحياء جناباد في الشمال الغربي، وتشيتغار في الوسط، وبامجال 9، حيث أُصيب سبعة أشخاص وتضررت العديد من الشقق. كما سُجلت حوادث مماثلة في تبريز ودزفول، ترافقت بعضها بموجات تفجير سُمعت من مسافات بعيدة.
رغم تعدد المواقع وتباينها الجغرافي، فإن البيانات الرسمية الإيرانية تقدم رواية موحّدة: الحديث عن أعطال داخلية كالتسربات الغازية أو الدوائر الكهربائية أو سوء تخزين المواد الخطرة. غير أن هذه التصريحات لم تترافق مع أدلة تدعمها، وتميزت بتكرار شبه حرفي لنفس العبارات الرسمية.
في المقابل، تعجّ وسائل التواصل الاجتماعي داخل إيران وفي أوساط المعارضين في الخارج بتفسيرات مختلفة. فالمستخدمون على تويتر وتلغرام وإنستغرام يطرحون فرضيات عن هجمات سيبرانية أو عمليات تخريبية سرية أو اغتيالات منظمة على خلفيات أمنية. بعضهم شبّه الأحداث الأخيرة بحوادث سابقة، مثل الانفجار في منشأة نطنز النووية عام 2020، والهجمات التي نُسبت سابقاً إلى جهاز الموساد الإسرائيلي.
حتى الآن، لم تصدر تصريحات رسمية من جهات إسرائيلية أو دولية تشير مباشرة إلى تورط إسرائيل في هذه التفجيرات. غير أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين كانوا قد ألمحوا سابقاً إلى أن إسرائيل لن تسمح لإيران بإعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية سريعاً بعد الحرب - خاصة في المناطق التي تشكّل تهديداً مباشراً.