اندلعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية اشتباكات عنيفة في جنوب سوريا بين مقاتلين دروز محليين ومجموعات مسلحة من العشائر البدوية، بدعم جزئي من النظام السوري.

تتركز المعارك في محافظة السويداء، حيث قُتل ما لا يقل عن 37 شخصًا خلال اليوم الماضي - 27 درزيًا و10 من البدو - وأُصيب العشرات بجروح متفاوتة.

تشمل بؤر المواجهات بلدات المكاس، الطيرة، المزرعة، والسورة الكبيرة، حيث استخدمت قذائف الهاون والذخيرة الحية والأسلحة الثقيلة. وبحسب مصادر محلية، أُقيمت حواجز مسلحة وسُجلت حالات اعتقال لمقاتلين دروز على يد مسلحين من البدو. كما أُجبر بعض السكان على مغادرة منازلهم جراء التهديدات والقصف المدفعي.

تُضاف هذه المواجهات إلى التوتر المستمر بين الطائفة الدرزية والنظام السوري. فمنذ تثبيت الحكم الجديد في دمشق نهاية عام 2024، بدأت محاولات لإعادة فرض السيطرة على جنوب سوريا، وهو ما قوبل بمقاومة مسلحة من جانب الدروز، المنظمين ضمن ميليشيات محلية أبرزها "المجلس العسكري في السويداء" (SMC). ويتهم الدروز النظام بالتعاون مع جماعات إجرامية وعنيفة، وبارتكاب مجازر وأعمال قمع بحق السكان.

في خلفية هذه الأحداث، تبرز مشاركة غير مباشرة من جانب إسرائيل، التي تنفذ غارات جوية منتظمة ضد أهداف معادية داخل الأراضي السورية. ووفقًا لتقارير، فإن إسرائيل تعمل على منع تموضع حزب الله والتنظيمات المدعومة من إيران في جنوب البلاد. وخلال الأشهر الأخيرة، قدمت إسرائيل مساعدات طبية لجرحى دروز وسعت إلى تعزيز العلاقات المدنية مع رجال دين من المنطقة.

وبالإضافة إلى الدعم غير المباشر، وجهت إسرائيل تحذيرات إلى النظام السوري بعدم تجاوز "الخطوط الحمراء" في الجنوب، بما في ذلك مناطق جرمانا وضواحي السويداء. كما جهزت قواتها المسلحة للرد بسرعة في حال حدوث تصعيد خطير. وقد دعت القيادة الدرزية المحلية إسرائيل إلى التحلي بضبط النفس، ولكن دون تجاهل الخطر المتزايد الذي يهدد مجتمعهم.

تستمر الأوضاع في جنوب سوريا بالتدهور، ما يعكس تصاعد التوتر بين ضرورة حماية الأقليات وخطر الانزلاق نحو تصعيد إقليمي شامل.