ספרד
ספרדצילום: ISTOCK

اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة تورا فاتشكو التابعة لمنطقة مورثيا في إسبانيا بين مهاجرين، يرجّح أنهم من شمال إفريقيا، وسكان محليين، بعد اعتداء مسجل ضد رجل مسن يبلغ من العمر 70 عامًا، ضمن ظاهرة ما يُعرف بـ"الهپی سليبنغ" (التوثيق كترفيه).

ووفقًا لروايات محلية، فقد تم توثيق الاعتداء على الرجل المسن عبر تسجيل فيديو تمّ نشره كنوع من "التسلية". هذا أثار غضب السكان المحليين الذين قاموا بـ"مطاردة" هؤلاء الأشخاص و"هجوم انتقامي"، بحسب ما ورد على منصة إكس.

سرعان ما تصاعدت المواجهات، وتدخلت الشرطة المدعومة بتعزيزات أمنية لفرض السيطرة على الوضع. ورغم عدم ورود تقارير عن سقوط قتلى، إلا أن هناك مخاوف من وقوع جرحى نتيجة الاشتباكات.

وقد أثارت الواقعة جدلًا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، رغم غياب التغطية الإعلامية الواسعة في الصحافة الإسبانية الرئيسية. وانتقد الكثيرون الحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيث، متهمين إياها بالتقصير في إدارة ملفات الهجرة وضمان الأمن العام.

وتأتي هذه الاضطرابات في خضم ارتفاع مظاهر معاداة السامية ومعاداة إسرائيل في إسبانيا خلال عام 2024. فقد طالبت أكثر من 50 منظمة رسمية السلطات بإجراءات عاجلة ضد مناهضة اليهودية، خاصة مع انتشار شعارات مثل "من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر"، وبدعم حركة المقاطعة (BDS) رغم حكم المحكمة العليا 2022 بإدانة ممارساتها التمييزية. كما شهدت المدن مثل برشلونة هجمات على كنائس يهودية وتظاهرات معادية لإسرائيل، مما زاد الشعور بالخوف لدى الجالية اليهودية.

تطرح هذه الأحداث تساؤلات كبيرة حول مستقبل التعايش بين الجاليات في إسبانيا، وتتزامن مع تصاعد التوترات وسط نقاشات حول الهوية الوطنية، وسياسات الهجرة ومكافحة الجريمة. حتى الآن، لم تصدر السلطات الإسبانية أي بيان رسمي بشأن ما جرى.