تقديرات إسرائيلية: اليورانيوم الإيراني لم يُدمّر
تقديرات إسرائيلية: اليورانيوم الإيراني لم يُدمّرצילום: Avshalom Sassoni/FLASH90

تفيد تقديرات في إسرائيل بأن جزءًا من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب لدى إيران نجا من الهجمات الأمريكية والإسرائيلية الشهر الماضي. وصرّح مسؤول إسرائيلي رفيع لصحيفة "نيويورك تايمز"، دون الكشف عن اسمه، أن هذا اليورانيوم قد يبقى في متناول مهندسي البرنامج النووي الإيراني، حيث لم يتم نقله قبل الهجوم، بل دُفن تحت أنقاض الموقع المستهدف في أصفهان.

وأوضح المسؤول أن إسرائيل بدأت استعداداتها للهجوم على إيران منذ نهاية العام الماضي، بعد رصد محاولة إيرانية لتطوير سلاح نووي، تم اكتشافها بحسب قوله بعد اغتيال حسن نصر الله، أمين عام حزب الله.

الهجمات التي نفذتها إسرائيل والولايات المتحدة استهدفت مواقع نووية عدة في إيران، وقدّر خبراء غربيون أن نحو 18 ألف جهاز طرد مركزي في نطنز وفوردو تعرضت لأضرار جسيمة أو دُمرت. حاليًا، تحاول الجهات الإسرائيلية والأمريكية تقييم الوقت الذي ستحتاجه إيران لإعادة بناء تلك المنشآت.

في المقابل، قدّر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن بعضًا من مخزون اليورانيوم في أصفهان نُقل قبل الضربات، لكن المسؤول الإسرائيلي أصر على أن المخزون لم يُنقل. وأضاف أن موقع التخزين كان عميقًا جدًا لاختراقه حتى بأقوى الأسلحة الأمريكية.

الباحث في الشأن الإيراني، راي تاكِيه، قال إن "المرحلة القادمة من تطوير السلاح النووي الإيراني ستتمثل بتوزيع الجهد على مواقع صغيرة متعددة، إذ تعلم الإيرانيون أن حتى المنشآت داخل الجبال يمكن استهدافها".

إيران تحتاج للوصول إلى نسبة تخصيب 90% لتصنيع سلاح نووي، وهي تمتلك حاليًا يورانيوم مخصب بنسبة 60%، والجهود لاستخراج هذا المخزون من تحت الأنقاض في أصفهان ما زالت في مراحلها الأولى، لكنها قد تُكتشف بسهولة عبر أقمار المراقبة.

المسؤول الإسرائيلي رجّح أن يكون هناك مخزون إضافي من اليورانيوم في فوردو ونطنز، وقد تضرر من الهجمات الأخيرة أيضًا.

وفي حين قدّرت وزارة الدفاع الأمريكية أن إيران قد تحتاج عامًا أو عامين لإعادة تأهيل منشآتها، فإن رئيس الاستخبارات الفرنسية قدّر هذا الأسبوع أن برنامج إيران النووي تأخر لأشهر فقط، مرجّحًا أن إيران احتفظت بجزء من مخزونها المخصب.

وفي وقت سابق، وجّه وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديدًا للقيادة الإيرانية، مؤكدًا ضرورة تحضير "خطة إنفاذ" من قبل الجيش الإسرائيلي لحماية إنجازات العملية في إيران.

وقال كاتس خلال مراسم تخريج طيّارين في قاعدة حتسريم: "الخطة تبدأ بالحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي فوق سماء إيران والقدرة على الوصول إلى أي مكان فيها، لمنع إعادة بناء البرنامج النووي وصناعة الصواريخ، وللضغط على إيران لوقف دعمها للإرهاب ضد إسرائيل".

وأضاف: "هذا الحفل رسالة مباشرة للدكتاتور خامنئي ولحكم الملالي في إيران: ذراع إسرائيل الطويلة ستصل إليكم في طهران، تبريز وأصفهان، وكل مكان تحاولون منه تهديدنا. لا مكان آمن لكم، وإذا اضطررنا للعودة - سنعود بقوة أكبر".