اندلعت حرائق غابات واسعة النطاق في غرب تركيا اليوم (الخميس)، امتدت من محافظة إزمير إلى مناطق قريبة من إسطنبول وأنتاليا، في ظل موجة حر شديدة تضرب البلاد منذ أواخر يونيو.

في منطقة أوديميش بمحافظة إزمير، تسببت الحرائق في وفاة رجل يبلغ من العمر 81 عامًا جراء استنشاق الدخان، في أول حالة وفاة منذ بداية موجة الحر. وتم إجلاء نحو 50 ألف شخص من منازلهم، كما أغلقت السلطات طرقًا رئيسية، من بينها الطرق المؤدية إلى منتجع تشيشمة ومطار "عدنان مندريس" في إزمير.

وتضرر نحو 200 منزل بفعل النيران، حيث وفرت السلطات أماكن إقامة بديلة للمتضررين. في إسطنبول، اشتعلت النيران في منطقة قريبة من غابة سلطان غازي، غير أن فرق الإطفاء تمكنت من إخمادها بسرعة دون تسجيل إصابات. كما نشب حريق محدود في منتجع لارا بمدينة أنطاليا، وتمت السيطرة عليه أيضًا دون إصابات.

الحرائق اشتدت بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض نسبة الرطوبة، وهبوب رياح قوية ساعدت في انتشار النيران. ويُعتقد أن أحد الأسباب المحتملة لاندلاع الحريق هو تماس خطوط كهربائية مع نباتات جافة.

استجابت السلطات التركية بتعبئة واسعة شملت مئات رجال الإطفاء، طائرات ومروحيات إطفاء، ومركبات أرضية متخصصة، إضافة إلى فرق إخلاء آلية. في الوقت ذاته، أقر البرلمان التركي أول قانون مناخي يلزم بخفض الانبعاثات حتى عام 2053، رغم انتقادات من منظمات بيئية لغياب أهداف قصيرة المدى واضحة.

ورغم السيطرة النسبية على الحرائق في إسطنبول وأنطاليا، تبقى محافظة إزمير المنطقة الأكثر تضررًا، مع استمرار عمليات الإجلاء والتحذيرات من احتمال تجدد النيران في ظل استمرار الظروف الجوية القاسية.

هذه الحرائق تسلط الضوء على تزايد المخاطر المناخية في تركيا، وتؤكد الحاجة الماسة لتعزيز خطط الطوارئ وتطبيق سياسات مناخية فعالة للحد من آثار التغير المناخي المتسارعة.