syria israel flags
syria israel flagsצילום: ISTOCK

هل هناك واقع جديد على الحدود الشمالية؟ على خلفية تقارير عن اتصالات أولية بين إسرائيل والنظام الجديد في دمشق، يؤكد البروفيسور آيال زيسر، الخبير في شؤون سوريا ولبنان والشرق الأوسط، أن ما يجري ليس مساراً سياسياً حقيقياً، بل مجرد محادثات محدودة في قضايا أمنية فقط.

وقال زيسر في حديث لقناة 7: "لا أعتقد أن الأمر جدي. في أفضل الأحوال نحن نتحدث عن محادثات حول قضايا أمنية - مثل انتشار الجيش الإسرائيلي، والغارات الإسرائيلية وما شابه. الأمر الجدي ربما هو الاستعداد الإسرائيلي لتغيير سياستها تجاه سوريا 180 درجة، على ما يبدو نتيجة لضغوط أمريكية كبيرة".

وأضاف: "نحن الآن نمد اليد والسوريون مستعدون للحديث، لكن هذه مجرد محادثات أمنية. لم نصل بعد إلى محادثات سلام، وأشك في أن سوريا ستقود مساراً كهذا وحدها دون مظلة عربية. لا يزال الأمر بعيد المنال".

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت حقيقة أن نظام الأسد لم يعد قائماً، وأن إدارة جولاني تطالب فقط بانسحاب إسرائيلي من جبل حرمون السوري، تشير إلى تقارب، أجاب زيسر: "صحيح أن نظام الأسد انتهى ولا توجد التزامات تجاه الجولان، لكن الحديث ليس عن سلام بل عن استقرار على طول الحدود. عندما يكون هناك حديث عن سلام، سنعرف ما هي مطالب النظام السوري".

وتابع: "النظام السوري في أزمة. يحتاج إلى مساعدات اقتصادية كبيرة وإرادة أمريكية حسنة، ويريد أن نخفف الضغط عنه، ولذلك هو مستعد للمرونة. هو أيضاً يرى في إيران تهديداً - الإيرانيون شاركوا في المجازر في سوريا إلى جانب بشار والروس، وحتى اليوم يتآمرون ويحاولون إسقاط النظام الجديد. في المقابل، إسرائيل تعتبر حليفاً ضد من يعتبرهم النظام تهديداً حقيقياً".

وأشار زيسر إلى أن "السنوات التي مرت منذ الحرب بين الدول لعبت دوراً أيضاً - فالذاكرة تراجعت والظروف أصبحت أكثر ملاءمة للحوار - لكن لتحقيق شيء فعلي، هناك حاجة إلى تعاون عربي واسع في إطار مسار إسرائيلي-عربي شامل".

وعن احتمال أن يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دفع مثل هذا المسار كجزء من محاولته لنيل جائزة نوبل للسلام، قال زيسر: "لا أعتقد أنه سيحصل على الجائزة من أجل السلام بين إسرائيل وسوريا. ربما فقط على إنهاء الحرب في غزة وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. إنه ينتقل من ساحة إلى أخرى، من إيران إلى السعودية إلى أوكرانيا، ولا يملك الصبر لمفاوضات إسرائيلية-سورية في الوقت الراهن. لذلك أعتقد أن ما هو مطروح حالياً هو الاستقرار الأمني - لا أكثر".