
في ظل الأوضاع المتوترة داخل إيران، تحاول الباحثة الإسرائيلية المتخصصة بالشأن الإيراني، الدكتورة تمار عيلام جندين من مركز عزري بجامعة حيفا ومؤلفة كتاب "الملكة"، جمع معلومات جزئية حول وضع الجالية اليهودية، رغم انقطاع التواصل مع العالم الخارجي.
تقول جندين إن معرفة الوضع الحقيقي صعبة جدًا: "بعض الأشخاص خرجوا من مجموعات الواتساب العائلية. ربما هناك من لا يزال على تواصل مع الخارج، لكن داخل إسرائيل لا يوجد تواصل مباشر، ويبدو أن حتى في الولايات المتحدة لا يدرك الجميع ما يحدث".
وتضيف: "نعلم أن هناك اعتقالات وبعض الأشخاص لا يزالون معتقلين. هناك مصادر تتحدث عن 850 معتقلًا يهوديًا، لكن الرقم يبدو مبالغًا فيه، إذ خلال أسبوعين من الحرب تم اعتقال نحو 700 شخص في عموم إيران، لذا من غير المنطقي أن يكون 850 منهم من اليهود. على الأرجح نتحدث عن عشرات فقط تم التحقيق معهم". وأشارت إلى أن قائمة الأسماء التي تُنشر عبر الواتساب للصلاة من أجل المعتقلين تؤكد أن العدد لا يتجاوز العشرات.
وأكدت أنه "في ظل غياب وسائل اتصال واضحة، نقوم بجمع أجزاء من المعلومات لمحاولة رسم الصورة. يبدو أن معظم المعتقلين قد أُطلق سراحهم، رغم أن بعض العائلات شهدت اعتقال الأب والأم معًا. وتم تحذيرهم من التواصل مع أقاربهم في إسرائيل".
وأشارت إلى تعديل قانوني قبل سنوات زاد من العقوبة على زيارة إسرائيل إلى خمس سنوات سجن وجَلد، بعد أن كان يُمكن الادعاء بأنها زيارة دينية، وهو ما لم يعد مقبولًا لدى السلطات.
وأضافت جندين: "كانت هناك شائعات حول اعتقال قادة دينيين ورجال دين يهود، لكن يبدو أنها غير صحيحة. في فعالية عامة نظمتها الجالية يوم الخميس الماضي احتفالًا بما تعتبره إيران 'انتصارًا على إسرائيل وأمريكا'، ظهر قادة الجالية في الصور، بما فيهم جنود يهود، ما يشير إلى عدم اعتقالهم".
وعن مصداقية هذا "السرد الرسمي" عن الانتصار، توضح جندين أنه حتى داخل مجموعات مؤيدة للنظام لا يُصدق هذا السرد بشكل كامل، وهناك الكثير من النقد الذاتي والاتهامات، خصوصًا تجاه اللاجئين الأفغان، الذين يُتهمون بأنهم "طابور خامس".
وتضيف: "المكون الكردي في إيران هو من يدفع الثمن الأكبر، وليس اليهود. يبدو أن اعتقال بعض اليهود كان رسالة سياسية موجهة إلى إسرائيل وليس سياسة ممنهجة. ثلاثة من بين ستة أُعدموا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل كانوا من الأكراد".
وتشير إلى أن "الأكراد يعانون من تمييز كبير ويُعتقلون لأسباب تافهة كارتداء الزي الكردي التقليدي في حفلات زفاف".
وعن احتمالية حدوث انقلاب، تؤكد جندين أن التقدير صعب، لكن هناك إشارات إلى بوادر تنظيم جديدة رغم الاعتقالات. وتضيف أن رضا بهلوي، ولي عهد الشاه، لا يزال يعتبر الأمل الأبرز للمعارضة، وهو الأكثر شعبية بين الشخصيات المطروحة. وقد دعا مؤخرًا عبر قناة "إيران إنترناشيونال" إلى الاستعداد للتحرك، ونشر رمز QR مخصص لمن يرغب من المسؤولين بالانشقاق، ما يدل على أن الأمل في تغيير النظام لا يزال قائمًا.