לירי אלבג בעצרת
לירי אלבג בעצרתצילום: פאולינה פטימר

ألقت ليري ألباغ، الناجية من أسر حماس، كلمة في التجمّع الجماهيري الذي نُظم في "ساحة المحتجزين" بمدينة تل أبيب، وتحدثت عن معاناتها في الأسر وطالبت باتخاذ خطوات فورية لإعادة الرهائن، خصوصًا بعد انتهاء العملية العسكرية ضد إيران.

افتتحت ألباغ كلمتها بالقول:

"هذا الأسبوع أكملت خمسة أشهر في البيت، خمسة أشهر من الحرية، خمسة أشهر أعيش فيها مجددًا. لكن في المقابل، هذه أيضًا خمسة أشهر لا يزال فيها إخوتي وأخواتي في الجحيم، يعدّون كل ثانية وينتظرون الخلاص."

وأضافت:

"هذا الأسبوع انتهت الحرب مع إيران، رأس الأخطبوط. كانت حرب بقاء أثبتنا فيها للعالم أننا أقوياء وأن لدينا أقوى جيش في العالم. لكننا فقدنا أيضًا العديد من أحبائنا، وقلبي مع عائلات الضحايا."

وتابعت ألباغ:

"في الأسبوعين الماضيين، كانت كل العناوين تتحدث فقط عن إيران. إخوتي وأخواتي تُركوا جانبًا. لا يُسمح لنا بنسيان أن هناك 50 رهينة لا يزالون في غزة، 50 نفسًا، 50 عالمًا. حان وقت إعادتهم. الآن، بعد أن ضربنا الرأس والأذرع، لم يتبقَّ سوى الرهائن. هذا هو وقت الصفقة. هذا هو وقت الإنقاذ. هذا هو وقت إعادة الجميع."

ثم روت ألباغ ذكريات مؤلمة من فترة الأسر، قائلة:

"كنا نسير في شوارع غزة ثلاث ساعات تحت حر شديد، مرتديات الحجاب والجلابيب. وأخيرًا وصلنا إلى ساحة منزل أرضي. عند الباب وقف مقنّع مسلّح."

وأضافت:

"مررنا من بيت إلى بيت عبر فجوات في الجدران، حتى وصلنا إلى مبنى غريب، شيء بين مسجد فارغ ومكتبة مهجورة. في غرفة صغيرة كان هناك كرسيّان أخضران، سرير مفرد بأغطية متسخة، فرشة أرضية، وزجاجات ماء. وعلى أحد الكراسي وُضعت سكين جزار ضخمة. سقط قلبي من الخوف."

"أخذ المسلح السكين وقال: ‘رأيتن غزة من فوق - والآن ستنزلن إلى غزة السفلى’. رفع السجادة، وكان هناك حفرة في الأرض وسلّم مكسور."

"نزلت أخيرًا"، تابعت ألباغ، "وفي النفق الضيق وجدنا قفصًا بمساحة مترين في مترين وارتفاع 1.60 متر. كانت هناك أَجَم ورومي، تعانقنا وبكينا وحاولنا ترتيب مكان لنا. كنا نحصل على ربع رغيف خبز وتمر ونصف طبق أرز يوميًا. وسمحوا لنا بالذهاب إلى 'المرحاض' - حفرة في الأرض على بُعد 800 متر - مرتين فقط في اليوم."

"بعد أيام انضمت إلينا اثنتان أخريان: دفنه وإيلا إلياكيم، طفلتان! صامتتان من الخوف. وبعدهما جاءت إميلي. كانت أيامًا مرعبة. زجاجة ماء واحدة لسِت فتيات، كيس ممزق فيه فرش أسنان، فوط صحية، مشط، ربطات شعر، مزيل عرق فارغ، مرآة صغيرة، وأوراق لعب حصلنا عليها بشق الأنفس."

واختتمت ألباغ كلمتها برسالة قوية:

"هذه ليست قصة من فيلم، بل الواقع المرّ لخمسين إنسانًا نحن ملزمون بإعادتهم. هذه هي حقيقة الرهائن! بل ربما أسوأ من ذلك! إنهم لا يعدّون الأيام فقط، بل زجاجات الماء، أرباع الخبز، والثقوب في الجدران. كل ثانية هناك هي أبد. نحن أملهم الوحيد، نحن صوتهم!"