
قال الباحث والمستشرق الإسرائيلي د. مردخاي كيدار، اليوم الخميس، إن امتناع حزب الله عن الرد أو دعم إيران خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة لا يعود إلى الردع أو الخوف من الحكومة اللبنانية، بل إلى ما وصفه بـ"خيانة إيرانية" سابقة لحزب الله.
وأوضح كيدار: "أنهينا 12 يومًا من الحرب مع إيران، تخللتها ضربات إسرائيلية كبيرة وقوية استهدفت منشآت نووية، ومواقع عسكرية، ومعسكرات للحرس الثوري، ومراكز قيادة وعلماء ومسؤولين عسكريين، ولم يأتِ أي رد من حزب الله. مع أن الحزب مدعوم بالكامل من إيران، وقبل الحرب قيل إنه سيرد بقوة إذا هاجمت إسرائيل مشروع إيران النووي - لم يُطلق حتى صاروخ واحد".
وأضاف: "حزب الله لم يكن يومًا ملتزمًا بالاتفاقات، فلماذا الآن يلتزم؟ القول بأنهم يخشون الرئيس اللبناني ليس منطقيًا، فالمكوّن الشيعي هو الأقوى عسكريًا في لبنان، وحتى بعد خسارة 90٪ من ترسانته، لا يزال لديه آلاف الصواريخ".
وأشار كيدار إلى أن التوتر بين طهران وحزب الله بدأ منذ أكتوبر 2023، عندما انخرط الحزب في الحرب رغم اعتراض إيران. "في أبريل 2024، اغتالت إسرائيل قائد قوة لبنان وسوريا في فيلق القدس، وردت إيران بعد أسبوعين بـ130 صاروخًا باليستيًا و36 صاروخ كروز و185 طائرة مسيّرة نحو إسرائيل. لكن حين تم اغتيال حسن نصر الله إلى جانب جنرال إيراني في سبتمبر، ردّت إيران فقط عندما استُهدف جنرالاتها - وليس من أجل حزب الله أو حماس".
واعتبر كيدار أن عملية "مع كلبي" كانت نقطة التحوّل: "عندما هاجمت إسرائيل إيران، قالوا في حزب الله: أنتم خذلتمونا، خنتمونا - لا تتوقعوا منا شيئًا. هذه ثقافة المنطقة: من يخون صديقه لا يُعامل كبشر. هذه هي الحقيقة - الخيانة الإيرانية لحزب الله هي التي منعت الرد، وليس الردع أو ضعف الدولة اللبنانية".
وختم بالقول: "أعتقد أن الأمر سيستغرق سنوات لترميم العلاقة بين إيران وحزب الله".