
للمرة الأولى منذ إطلاق سراحها، كشفت الباحثة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف عن سلسلة الانتهاكات القاسية التي عانت منها خلال العامين والنصف اللذين قضتهما في الأسر.
تسوركوف خُطفت في آذار/مارس ٢٠٢٣ بعد أن وقعت في قبضة ميليشيا "كتائب حزب الله"، وهي تنظيم مسلح عراقي موالٍ لإيران. في مقابلة مع شبكة BBC، روت كيف اكتشف خاطفوها أنها تحمل الجنسية الإسرائيلية، وكيف تحوّل احتجازها إلى دورة متواصلة من التعذيب الجسدي والنفسي.
قالت إنها في الشهر الأول تعرّضت للجوع والاستجواب، بينما لم يكن خاطفوها قد عرفوا بعد أنها إسرائيلية: "كانوا مقتنعين أن كل الأجانب جواسيس". وأوضحت أنها عرّفت نفسها بداية كمواطنة روسية، لكن بعد فحص هاتفها اكتشفوا أنها إسرائيلية: "لأنني لست جاسوسة ولا أملك عدة هواتف مشفّرة، كل شيء دلّ على أنني إسرائيلية"، على حد قولها.
بعد هذا الاكتشاف، تصاعدت أساليب التعذيب التي مورست ضدها. وأشارت إلى أنها تعرّضت للصعق الكهربائي، والضرب، والجلد، والاعتداءات ذات الطابع الجنسي، إضافة إلى أساليب قاسية أخرى، من بينها تعليقها من السقف ويداها موثقتان خلف ظهرها أو فوق رأسها. وذكرت طريقة يُطلق عليها في العراق اسم "العقرب"، حيث تُقيَّد اليدان خلف الظهر بطريقة تؤدي في كثير من الأحيان إلى خلع الكتفين.
وخلال فترة الأسر حاولت تسوركوف اختراع "اعترافات" وقصص ملفقة على أمل أن يخفّ التعذيب، لكنها قالت إن ذلك لم يوقف سوء المعاملة: "كانوا يعذبونني للحصول على اعترافات كنت أختلقها. ثم أصبحوا أكثر جشعًا، يعودون ليعلّقوني من معصميّ، ويضربونني بالعصي، ويستخدمون أساليب أشد قسوة وهم يطالبون: نريد شيئًا جديدًا".
بعد نحو مئة يوم من التعذيب اليومي، نُقلت تسوركوف إلى مكان احتجاز آخر، حيث توقفت - بحسب روايتها - أساليب التعذيب الجسدي المباشر، لكنها بقيت في الأسر حتى أُطلق سراحها بعد عامين ونصف تقريبًا، في ٩ أيلول/سبتمبر من هذا العام، في صفقة قالت تقارير إنها تمت بضغط من الولايات المتحدة وبمساعدة أجهزة الأمن العراقية.