
ألون أهل، الذي خُطف في ٧ أكتوبر من حفلة نوفا قرب بلدة ريم في جنوب إسرائيل، وقضى نحو عامين في أسر حركة حماس في قطاع غزة، كشف مساء اليوم (الاثنين) شهادته لأول مرة في مقابلة متلفزة.
في حديثه، استعاد اللحظات الأولى من الخطف، ثم رحلة العذاب التي مرّ بها في غزة، وصولًا إلى القرار الداخلي الذي اتخذه بالتمسّك بالحياة ومحاولة البقاء.
يقول: "هربنا من الحفل في اللحظة التي بدأت فيها القذائف تتساقط. وقفنا في غرفة الحماية، ولم يتوقف القصف. بدأت طلقات الرصاص، كلاشنيكوفات. كنّا حرفيًا ننتظر الموت. رموني في الشاحنة مثل كيس بطاطا - تكون في حالة صدمة. قلت لنفسي: لا يهم ما يحدث، أنا أختار الحياة".
أهل وصف كيف وجد نفسه خلال ثوانٍ معدودة في الجهة الأخرى من الحدود، مصابًا وينزف: "تقول لنفسك: أين سلاح الجو؟ ماذا يحدث؟ لقد عبروا السياج ببساطة. كان شعري مليئًا ببقايا الإسمنت من غرفة الحماية، والدم ينزف بلا توقف. ألم لا يُطاق في الرأس والكتف والعين. لا أرى شيئًا".
ويتابع أنه نُقل إلى مستشفى داخل غزة وسط حشد غاضب: "تسميهم مدنيين غير متورطين؟ الجميع هناك متورط. أنت تصلي أن ينجحوا في إخفائك في مكان ما. إنه رعب مطلق. أصرخ لهم أنني لا أرى، وهم يخلعون ملابسي ويحاولون منع الناس من الدخول". في المساء، نُقل إلى منزل قرب المستشفى وتلقى مواد مخدّرة للنوم: "استيقظت في اليوم التالي فقط. لم أستطع التنفس من شدة الألم".
عن فترة الأسر الطويلة قال: "من لم يكن هناك لن يفهم أبدًا. في حياتكم لم تعيشوا التجويع، ولم تُقيَّدوا بسلاسل لمدة سنة ونصف. مقيّد مثل قرد - وتأكل مثل كلب. هناك لست إنسانًا، أنت حيوان".
وشرح أن طعامه اليومي كان "خبزة رقيقة (بيتا) وأربع ملاعق من البازلاء في اليوم. كانت هناك فترة كنّا نأكل فيها تمرًا يابسًا فقط. وأنت تعرف أن لديهم طعامًا. تقول لنفسك: في النهاية يتعوّد الجسم على الجوع - لكنه لا يتعوّد. إنها آلام في كل الجسم طوال الوقت. تصبح مثل هيكل عظمي. تنظر إلى نفسك فترى جثة، وهذا يُسعدهم من الداخل".
في الفترة التي بقي فيها وحيدًا داخل الأنفاق، تحدّث بشجاعة عن تحرّش جنسي تعرّض له: "تدخل للاستحمام، فيأتي ليغسل شعرك. يلمسك". ويضيف أن أحد الحراس قال له إنه "من المهم أن أستحم جيدًا كي لا تظهر لي طفح جلدي"، ثم يضيف: "لحسن حظي لم يتطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك".
أهل أنهى شهادته برسالة أمل رغم كل ما مرّ به: "لمدة سنتين كنت إنسانًا ميتًا. كنت أدعو أن يأتي هذا النور، أن يأتي أحد لينقذني. لكن اكتشفت أنني قوي. أنني أستطيع أن أفعل كل شيء. أنا لست ضحية، ولا أبحث عن شفقة على نفسي. مررت بما مررت به، وسآخذ ذلك كي أنمو. أواصل التعلم والتطور. أنا ذاهب لالتهام هذا العالم".