قال الباحث الإسرائيلي في شؤون الشرق الأوسط، البروفيسور موتي كدار، إن خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي تهدف إلى نقل سكان غزة إلى دول أخرى، لا تتعلق فقط بالقطاع، بل تشكل جزءاً من مشروع استراتيجي أوسع يُعرف باسم "ممر السلام"، يربط الهند بأوروبا عبر الخليج والسعودية والأردن وإسرائيل وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط.
وفي مقابلة مع "القناة السابعة بالعربية"، أوضح كدار: "ترامب بحاجة إلى ميناء، وميناء سدود الصغير أو ميناء حيفا داخل المدينة لا يكفي لكميات ضخمة من البضائع. غزة، بشاطئها العريض، مثالية لإقامة ميناء، منطقة تخزين، منطقة حرة، فنادق وربما حتى مطار. يمكن استخدام أنقاض البيوت المدمرة في غزة كمادة أولية لبناء كاسر أمواج".
وأضاف: "هذه الخطة تستند إلى تحويل غزة إلى محور لوجستي يخدم المشروع العالمي، ولذلك من المهم إفراغ المنطقة من سكانها - وهو ما يجعل خطة التهجير عنصراً مركزياً فيها".
بحسب كدار، "أغلبية ساحقة من سكان غزة يفضلون مغادرتها إلى الخارج بلا عودة. من يعيش في مكان بائس، مدمر، بلا عمل أو أمل، من الطبيعي أن يرغب بالخروج. حماس تريد إبقاءهم لحماية مقاتليها وصواريخها، لكن إذا سألت الناس في الشارع، سيختار 99% منهم الرحيل إلى الأبد".
وعن نهاية الحرب، قال كدار: "لا أعلم إن كانت لدى الحكومة أو الجيش أو الأمريكيين خطة واضحة. لا أعلم إن كانوا جادين في تنفيذ مشروع ممر السلام. ترامب لا يطلعني على كل أفكاره".
وفي السياق الإقليمي، أشار كدار إلى أن "حزب الله حالياً ضعيف، لكنه ينتظر أن يستعيد قوته ولو بعد عشرات السنين. التفكير الشيعي قائم على الصبر والانتظار، بعكس العقلية الغربية التي تريد كل شيء فوراً".
وفي ما يخص سوريا، قال كدار إن "الصراع الطائفي هناك ليس جديداً. العلويون تعرضوا للذبح مراراً، وقد كتبوا لفرنسا قبل مئة عام يطلبون عدم الانسحاب خوفاً من الإبادة. الدماء التي تُسفك اليوم هي استمرار لهذا التاريخ".
وختم بالقول إن "دمج الطوائف في دولة واحدة كان خطأ تاريخياً في عدة دول مثل سوريا، العراق، لبنان، اليمن، السودان وليبيا - وهو ما أدى إلى فشلها".