דבלין, אירלנד
דבלין, אירלנדצילום: רויטרס

قررت لجنة الأسماء في مجلس بلدية دبلن شطب اسم الرئيس السادس لدولة إسرائيل، حاييم هرتسوغ، عن حديقة تقع في حي راتغار في العاصمة الإيرلندية، كانت تُعرف حتى الآن باسم "حديقة هرتسوغ".

اسم حاييم هرتسوغ، الذي وُلِد ونشأ في دبلن وأصبح لاحقًا رئيسًا لدولة إسرائيل، وأب ل الرئيس الإسرائيلي الحالي إسحاق هرتسوغ، خُلِّد في هذه الحديقة الملاصقة للمدرسة الابتدائية والثانوية اليهودية الوحيدة في إيرلندا، لكن القرار الجديد يعني إزالة هذا التكريم.

اجتماع اللجنة عُقد في ٢٤ نوفمبر، وفيه تقرر شطب اسم أحد أبرز أبناء الجالية اليهودية في إيرلندا، على خلفية حملة فلسطينية في المدينة خلال الأشهر الأخيرة، دعت إلى تغيير اسم الحديقة إلى "حديقة هند رجب" على اسم طفلة فلسطينية قُتلت في الحرب في قطاع غزة.

المقترح البديل المطروح حاليًا هو تسمية المكان "حديقة فلسطين الحرة" (Free Palestine Park بالإنجليزية)، وهو ما أثار عاصفة من الردود داخل الجالية اليهودية وخارجها.

وزير العدل الإيرلندي السابق آلن شاتِر، وهو يهودي، كتب أن "مجلس مدينة دبلن بات الآن نازيًّا بالكامل"، واتهم بعض أعضاء المجلس بالسعي لجعل دبلن "مكانًا معاديًا وغير مرحِّب بالجالية اليهودية وللأطفال اليهود الذين يتعلمون في مدرستهم في المدينة". ودعا المجلس إلى "رفض قرار اللجنة المعادي لليهود بشكل فج"، مطالبًا الحكومة بالتدخل ومعارضة ما يجري.

الناشطة اليهودية-الإيرلندية على شبكات التواصل، راحيل مويسِل، كتبت أن "إيرلندا دولة معادية لليهود على المستوى المؤسسي، وإنكار ذلك أمام هذا الكم من الأدلة هو حماقة خالصة"، على حد تعبيرها.

مجلس يهود إيرلندا علّق بالقول إن الخطوة "تبعث برسالة جارحة ومعزولة لجماعة أقلية صغيرة ساهمت في إيرلندا على مدى مئات السنين"، ودعا أعضاء مجلس بلدية دبلن إلى رفض الاقتراح. وأضاف أن إزالة اسم هرتسوغ عن الحديقة "ستُفهَم على نطاق واسع كمحاولة لمحو جزء من التاريخ اليهودي-الإيرلندي".

من ديوان رئيس دولة إسرائيل جاء في بيان أنه "يتابع التطورات في إيرلندا عن كثب، ويجري اتصالات مع الجهات ذات الصلة، إلى جانب تلقي توجهات من أنحاء مختلفة في العالم، بهدف دراسة التداعيات المحتملة لهذه الخطوة".

البيان ذكّر بأن حاييم هرتسوغ، إلى جانب كونه قائدًا إسرائيليًا، كان من "أبطال المعركة من أجل تحرير أوروبا من النازية، وشخصية كرّست حياتها لترسيخ قيم الحرية، التسامح والسعي للسلام". كما أشار إلى أن والده، الحاخام آيزك هرتسوغ، كان أول حاخام أكبر لإيرلندا الحرة، وترك "بصمة مهمة في حياة الأمة الإيرلندية".

وجاء أن تسمية الحديقة على اسم هرتسوغ قبل نحو ثلاثة عقود "عبّرت عن التقدير لإرثه وعن عمق الصداقة بين الشعب الإيرلندي والشعب اليهودي، وهي صداقة تضررت للأسف في السنوات الأخيرة".

البيان ختم بالقول إن "شطب اسم هرتسوغ، إن تم بالفعل، سيكون خطوة مؤسفة ومخزية. نتوقع أن يحظى إرث من وقف في خط المواجهة ضد معاداة اليهود والاستبداد بالاحترام اللائق اليوم أيضًا".

وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر عقّب قائلًا إن "لا قرار أدق وأكثر عدالة من قراري بإغلاق سفارتنا في دبلن بعد فترة قصيرة من تسلّمي منصبي وزيرًا للخارجية"، وأضاف أن دبلن "تحوّلت إلى عاصمة معاداة اليهود في العالم"، وأن "الهوس المعادي لليهود والمعادي لإسرائيل في إيرلندا هو هوس مَرَضي"، على حد وصفه.