شهدت الأيام الأخيرة مواجهتين محتدمتين بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب وعدد من الصحفيين، في أعقاب أسئلة وجهت إليه بشأن قضيتي جيفري أبستين وجمال خاشقجي.

خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة الرئاسية، سُئل ترامب عن الوثائق المتعلقة بجيفري أبستين، الملياردير المدان بجرائم جنسية، والذي ورد اسمه في عدة تحقيقات مثيرة للجدل. رغم أن ترامب عارض سابقاً نشر الوثائق، إلا أنه غيّر موقفه مؤخراً بعد ورود اسمه ضمن الملفات.

إحدى الصحفيات سألته عن مراسلات تشير إلى أنه كان يعلم بأمر الفتيات، فأجاب بغضب: "لا أعلم شيئاً عن ذلك. كان ينبغي أن يُعلن عن هذا منذ زمن. أبستين قضى وقته مع بيل كلينتون ورئيس جامعة هارفارد، وليس معي. كانت علاقتي معه سيئة جداً لسنوات طويلة".

عندما حاولت مراسلة من وكالة "بلومبرغ" طرح سؤال إضافي حول ما إذا كانت الوثائق تحتوي على معلومات مُجرِّمة، قاطعها ترامب قائلاً: "اخرسي، أيتها الخنزيرة". لاحقاً، عندما حاولت الصحفية مواصلة طرح الأسئلة، ردّ بعنف: "ألن تتركيني أنهي كلامي؟ أنتِ الأسوأ. أنتِ من بلومبرغ، أليس كذلك؟ لا أعلم لماذا يوظفونك أصلاً".

وفي مناسبة أخرى، خلال مؤتمر صحفي حضره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هاجم ترامب مراسلة شبكة ABC، ماري بروس، بعد أن طرحت سؤالاً حول دور بن سلمان في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.

ترامب وصف الشبكة بأنها "أخبار كاذبة"، وهاجم بروس قائلاً: "لا يجب أن تحرجي ضيفنا بهذا السؤال. أنتِ مراسلة فظيعة". كما هدد بفحص إمكانية سحب ترخيص البث من الشبكة.

وأضاف: "لقد ذكرتِ شخصاً كان مثيراً للجدل بشكل استثنائي. الكثير من الناس لم يحبوه، سواء أحببتموه أم لا، تحدث أمور في العالم. لكن بن سلمان لم يكن على علم بذلك".

ترامب واصل انتقاد أسلوب بروس وقال: "ما يزعجني ليس السؤال، بل طريقتك. أنتِ صحفية سيئة". وأضاف: "تغطيتكم الإعلامية كاذبة. عندما تكون 97% من تغطيتكم سلبية ثم أفوز باكتساح، فهذا يعني أنكم لستم جديرين بالثقة".

من جهته، وصف ولي العهد السعودي مقتل خاشقجي بأنه "خطأ كبير ومؤلم".

في المقابل، كتبت حنان العطار خاشقجي، أرملة الصحفي المغدور، في منشور على منصة X: "لا يوجد أي مبرر لقتل زوجي. جمال كان رجلاً نزيهاً وشجاعاً. إذا كان ولي العهد يزعم الندم، فعليه أن يعتذر لي مباشرة ويعوضني عن مقتل زوجي".