المنسوب المنخفض في سد أمير كبير في إيران
المنسوب المنخفض في سد أمير كبير في إيرانצילום: REUTERS

تواجه إيران منذ فترة طويلة أزمات متكررة في الطقس، حيث تعاني من جفاف حاد أعقبه فيضانات عنيفة، ما تسبب بكشف هشاشة البنية التحتية وعمق أزمة المياه في البلاد. في حديث مع قناة "آروتس 7"، أوضحت د. تامار عيلم جيندين، خبيرة الشؤون الإيرانية في مركز عزري بجامعة حيفا، أن الشعب الإيراني بدأ يدرك إلى أين تذهب أمواله، لكن الغضب لا يزال تحت السيطرة.

تقول جيندين إن ما تشهده إيران من تقلبات مناخية ليس فريداً لها بل يعمّ المنطقة بأكملها، بما فيها إسرائيل. لكن الفرق الجوهري يكمن في أولويات الاستثمار: "في حين أن إسرائيل استثمرت في مشاريع تحلية المياه وتثقيف الجمهور حول الترشيد منذ سنوات، النظام الإيراني يفضّل إنفاق نصف مليار دولار في ليلة واحدة على الصواريخ بدلاً من إصلاح البنى التحتية".

وتضيف أن في طهران تُقطع المياه ليلاً بشكل دائم، وأن النظام يروج عبر حسابات وهمية في تويتر رسائل توعية حول أهمية الحفاظ على المياه. "عندما ترى هذا النوع من التعليمات تدرك أنهم فقط الآن يبدؤون بتعليم ما نطبقه منذ سنوات طويلة".

وتشير جيندين إلى مشاكل مزمنة مثل الانفجارات في خطوط المياه، الاعتماد على طرق تقليدية للري، وسحب مفرط من المياه الجوفية منذ الحرب العراقية الإيرانية. "العاصمة طهران وحدها تضم أكثر من عشرة ملايين نسمة - وهو عدد سكان إيران بأكملها عام 1880 - لكن البنية التحتية لم تواكب هذا النمو".

وتُضيف أن السنوات الأخيرة كانت الأكثر جفافاً، والفيضانات التي حدثت مؤخراً كشفت أن حتى عندما يهطل المطر، لا توجد بنية تحتية لاحتواء المياه. "الأنهار جفّت، السدود فرغت، والأرض تنهار لأن المياه الجوفية نضبت - مما يسبب تشكل حفر وانهيارات أرضية".

رغم إدراك الناس للوضع، تقول جيندين، إلا أن الغضب الشعبي لم يتحول بعد إلى انتفاضة. "هناك وعي متزايد بأن النظام فشل، لكن لأن الأزمة تصاعدت تدريجياً ولأنها تُنسب أيضاً إلى الطبيعة، لا يزال الناس لا يخرجون إلى الشوارع".

وتذكر جيندين أن النظام يحمّل إسرائيل وأمريكا والغرب المسؤولية، بدعوى أن ترك النساء للحجاب أدى لغضب إلهي تسبب بالجفاف - وهي رسائل تُنقل عبر المساجد والبوتات على الشبكات الاجتماعية.

الرئيس الإيراني الحالي، بحسب جيندين، يرفض أن يكون كبش فداء كما حدث مع رؤساء سابقين، ويقر بوجود أزمة لكنه يزعم أنه ورثها.

كما أشارت إلى مقابلة سابقة لوزير الدفاع الإيراني قال فيها إن لا داعي للقلق، لأن إيران تملك بنية تحتية لصناعات أمنية في دول ثالثة، وستبدأ تلك الصناعات بالعمل في سبتمبر. تصريحات أثارت غضباً شعبياً، إذ تساءل الإيرانيون: "لهذا تُنفق أموالنا؟ بينما لا يوجد ماء أو كهرباء، والأسعار تتركنا جائعين؟".

وختمت جيندين بالقول إن ما قد يُشعل الشارع الإيراني سيكون شرارة غير متوقعة، كما حدث في احتجاجات سابقة، بعد مقتل طالبة. "سيكون هناك شرارة. لا أعلم ما هي، لكنها ستُشعل الغضب الشعبي".