
بعد نحو ثلاثة عقود على أحد أكثر الهجمات دموية ضد الجالية اليهودية في أمريكا اللاتينية، أعلنت السلطات الفنزويلية عن اعتقال علي زكي الحاجي جليل، وهو مواطن فنزويلي من أصل لبناني، بتهمة التورط في تفجير رحلة 901 لشركة “ألاس تشيريكاناس” في 19 يوليو 1994، التي أسفرت عن مقتل 21 شخصًا، بينهم 12 يهوديًا.
تم القبض على جليل في جزيرة مارغريتا بولاية نويفا إسبارتا، في عملية مشتركة بين الأجهزة الأمنية الفنزويلية، الإنتربول، وأجهزة استخبارات دولية. ويُعتقد أنه تولّى تنسيق الدعم اللوجستي والتنقلات للمنفذين الذين نفّذوا التفجير.
الطائرة كانت في طريقها من مدينة كولون إلى العاصمة بنما سيتي، وانفجرت في الجو، ما أدى إلى مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم. وأكد التحقيق أن انتحاريًا فجر عبوة ناسفة مخبأة داخل جهاز اتصال خلال الرحلة.
وقع الهجوم بعد يوم واحد فقط من تفجير مبنى الجالية اليهودية AMIA في بوينس آيرس بالأرجنتين، الذي أسفر عن مقتل 85 شخصًا. وتشير تقارير استخباراتية إلى أن العمليتين كانتا منسقتين من قبل حزب الله واستهدفتا أهدافًا يهودية في القارة.
على مدى السنوات، واجه التحقيق صعوبات بسبب غياب التعاون بين الدول وعدم الاستقرار السياسي، لكن في عام 2017 أعيد فتح القضية بعد ظهور أدلة جنائية واستخباراتية جديدة تربط جليل ومشتبهين آخرين من المنطقة بالهجوم.
وفي عام 2024، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقال المتورطين. وقد تمكنت أجهزة الأمن في بنما، بالتعاون مع جهات إسرائيلية وأمريكية، من تحديد مكان جليل واعتقاله.
وقالت مصادر رسمية إن جليل عاش لسنوات بأسماء مستعارة وكان ينشط ضمن شبكات محلية مرتبطة بحزب الله. وأعلنت وزارة الداخلية الفنزويلية أنه سيبقى رهن الاحتجاز بانتظار إجراءات تسليمه إلى بنما.
وأكد مكتب الادعاء البنمي أنه سيقدم طلب تسليم رسمي خلال الأيام المقبلة، فيما لم تعلن فنزويلا بعد موقفها النهائي، لكنها أقرت بأن العملية نُفذت بمساعدة الإنتربول ومكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (FBI).
ويواجه جليل تهمًا بارتكاب جرائم قتل عمد وجرائم ضد أمن الدولة، وإذا أُدين، فقد يُحكم عليه بالسجن مدى الحياة.