קזחסטן
קזחסטןצילום: iStock

انضمت كازاخستان إلى اتفاقات أبراهام، التي أُنشئت أساسًا لتعزيز التطبيع بين دول الشرق الأوسط وإسرائيل، ما يثير التساؤل حول سبب انضمام دولة آسيوية تربطها علاقات جيدة مع إسرائيل منذ تفكك الاتحاد السوفييتي.

أوضحت آنا نمكوف، باحثة في "مركز الاستراتيجية الكبرى لإسرائيل" (ICGS) ومتخصصة في روسيا وشرق أوروبا، أن "الهدف من الاتفاقات كان تقوية الروابط بين دول الشرق الأوسط وإسرائيل، لكن كازاخستان ليست من هذه المنطقة، وهي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية وتجارية متينة مع إسرائيل، بما في ذلك سفارات متبادلة وإعفاء من تأشيرات الدخول".

وتضيف نمكوف أن "المغزى الحقيقي وراء انضمام كازاخستان هو أمريكي بالأساس"، موضحة أن "كازاخستان من أقوى دول ما بعد الاتحاد السوفييتي بفضل مواردها الطبيعية الغنية من الغاز والنفط، وهي مجالات تثير اهتمامًا دائمًا لدى الولايات المتحدة".

كما تشير إلى أن كازاخستان تعتمد على نقل النفط عبر روسيا، الصين وإيران، "والآن يُفتح مسار جديد عبر إسرائيل، عبر تركيا وحيفا، مما يضيف طريقًا إضافيًا لتصدير النفط والغاز الكازاخي إلى الغرب".

وتوضح نمكوف أن كازاخستان وقّعت مؤخرًا اتفاقًا مع أذربيجان، الحليفة المقربة من إسرائيل، لتسهيل نقل النفط والغاز من كازاخستان إلى أذربيجان، ومن هناك إلى تركيا، ثم إلى إسرائيل عبر البحر، مشيرة إلى أن "الحديث يدور عمليًا عن اتفاق اقتصادي بين كازاخستان والولايات المتحدة، تستفيد منه إسرائيل بشكل غير مباشر".

وتضيف أن "بعد ساعات من هذا الإعلان، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقًا اقتصاديًا موسعًا مع أوزبكستان، وهي أيضًا دولة مسلمة من جمهوريات آسيا الوسطى السوفييتية السابقة، في خطوة تهدف إلى توسيع النفوذ الأمريكي في المنطقة وموازنة تأثير الصين وروسيا وإيران".

وتوضح نمكوف أن "قطاع الطاقة هو المحرك الأساسي للعالم، والسيطرة على مسارات نقله تمنح نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا هائلًا. من خلال هذا الاتفاق، يتم إنشاء بديل لمسار الغاز الكازاخي الذي يمر عبر الصين، ما يقلل من اعتماد كازاخستان على البنية التحتية الصينية ويضعف نفوذ بكين الاقتصادي".

أما بشأن المخاوف من توتر محتمل بين إسرائيل والصين، ترى نمكوف أنه "لن تكون هناك أزمة، لأن الصين تدرك أن الولايات المتحدة هي من تقود العملية، وليست إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، لا يُنظر إلى الخط الجديد كبديل كامل، بل كمسار إضافي يعزز تنويع خطوط الطاقة العالمية".

وتختتم نمكوف بالقول إن الاتفاق الجديد سيُعمّق العلاقات القائمة بين إسرائيل وكازاخستان، دون الحاجة إلى تغييرات جوهرية، لكنه "يضيف ركيزة اقتصادية جديدة تعزز الاستقرار والتعاون في المنطقة".