
توفي ديك تشيني، نائب رئيس الولايات المتحدة الأسبق، عن عمر ناهز 84 عامًا. وكان تشيني قد شغل منصب نائب الرئيس جورج بوش الابن بين عامي 2001 و2009، واعتُبر شخصية محورية ومؤثرة في الإدارة الأمريكية، خاصة في مجالي الأمن والسياسة الخارجية، حتى وُصف أحيانًا بـ"الرئيس الفعلي".
برز تشيني كأحد أبرز مهندسي الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، إلى جانب مسؤولين آخرين في الإدارة من التيار المحافظ الجديد. وكان هدف الحملة الإطاحة بنظام صدام حسين، بعد أن فشلت محاولة ذلك خلال حرب الخليج الأولى، التي خدم خلالها كوزير للدفاع في عهد الرئيس جورج بوش الأب (1989-1992).
قاد تشيني خلال تلك الفترة "عملية عاصفة الصحراء" ضد العراق، و"عملية القضية العادلة" في بنما. وفي عام 1991، حصل على "وسام الحرية الرئاسي"، وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة.
بعد خسارة بوش الأب في انتخابات 1992، انتقل تشيني إلى القطاع الخاص، وتولى رئاسة شركة "هاليبرتون"، إحدى أكبر مزوّدي الخدمات اللوجستية للجيش الأمريكي. وقد أثارت علاقته بالشركة انتقادات واسعة بعد عودته إلى منصب رفيع في الحكومة.
في عام 2000، طُلب منه قيادة فريق البحث عن مرشح لمنصب نائب الرئيس لجورج بوش الابن، لكنه فاجأ الجميع عندما تم اختياره هو نفسه للمنصب. وقد منح افتقار بوش الابن للخبرة في السياسة الخارجية تشيني نفوذًا كبيرًا في هذا المجال.
خلال ولايته الأولى، قاد جناح "المحافظين الجدد" في الإدارة الأمريكية، إلى جانب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وكان من أبرز الداعين لاستخدام القوة ضد العراق، وعارض بشدة أي حوار مع إيران، خلافًا لمواقف وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية.
تراجعت مكانته خلال ولاية بوش الثانية، خاصة بعد استقالة رامسفيلد وتزايد الانتقادات الشعبية لحرب العراق. ورغم ذلك، بقي شخصية رئيسية في صياغة سياسات الطاقة الأمريكية، حيث ترأس لجنة سياسات الطاقة في البيت الأبيض.
عانى تشيني لسنوات من مشاكل قلبية، واستخدم جهازًا متطورًا لتنظيم ضربات القلب. وبسبب مخاوف من قرصنة إلكترونية قد تؤثر على سلامته، تم فصل الجهاز عن الإنترنت والاتصال اللاسلكي كإجراء أمني.
في ديسمبر 2018، صدر فيلم "نائب الرئيس" من إخراج آدم مكاي، والذي تناول شخصيته وتأثيره الواسع على الإدارة الأمريكية. وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2024، أعلن تشيني دعمه لكامالا هاريس.