
الهجوم الأمريكي على الأراضي الإيرانية نهاية الأسبوع الماضي لم يفاجئ القيادة في طهران فحسب، بل أعاد أيضاً إلى الواجهة السؤال المركزي الذي يلوح في أفق مستقبل البلاد: هل يقترب عهد المرشد الأعلى علي خامنئي من نهايته؟
وبحسب تقرير نُشر في مجلة "ذي أتلانتيك" المرموقة، فإن مجموعة صغيرة لكنها ذات نفوذ، تضم شخصيات بارزة من الجيش والسياسة والاقتصاد في إيران، بدأت بالفعل في بلورة سيناريوهات لـ"اليوم التالي لخامنئي". وتشمل هذه السيناريوهات احتمال التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة وإنهاء حالة العداء المستمرة مع الغرب.
وبحسب التقرير، فإن أعضاء هذه المجموعة، ومن بينهم أقارب لبعض كبار رجال الدين في البلاد، بدأوا عقد محادثات سرية حتى قبل الهجوم الأمريكي. ويدرك هؤلاء أن مستقبل إيران لا يمكن أن يعتمد بعد الآن على الحالة الصحية الهشة لخامنئي، البالغ من العمر 86 عاماً، ولا على رؤاه المتشددة غير القابلة للتنازل.
ورغم أن دستور الجمهورية الإسلامية يشترط موافقة مجلس الخبراء لعزل المرشد الأعلى، إلا أن مناقشات مغلقة بدأت بالفعل حول وسائل غير مباشرة لإبعاده، مثل إقناعه بنقل صلاحياته مؤقتاً إلى لجنة قيادة بديلة.
ومن بين الأسماء التي طُرحت كخيارات محتملة للقيادة الجديدة، الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، رغم عدم مشاركته الفعلية في هذه المحادثات، إضافة إلى جنرالات يجرون اتصالات هادئة مع نظرائهم في دولة محورية في الخليج العربي، سعياً لحشد دعم إقليمي للتغيير المنشود.
ونقل "ذي أتلانتيك" عن أحد المشاركين قوله: "طهران تعج حالياً بمجموعات مماثلة. الجميع يدرك أن أيام خامنئي باتت معدودة - حتى إن بقي في منصبه، فإن السلطة الحقيقية لم تعد بيده".
ومع ذلك، فإن الآراء داخل المجموعة نفسها منقسمة. فبعد الانفجارات التي وقعت في منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، رأى أحد كبار المجموعة أن فرص نجاح التحرك قد ازدادت بشكل كبير، فيما عبّر آخرون عن خشيتهم من أن تؤدي الضربة الأمريكية إلى التكاتف حول خامنئي ورد فعل عسكري واسع من قبل النظام.