
أشار المقدم (احتياط) يهوناتان دحوخ هاليفي، الباحث والمحلل الأمني وضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق، إلى تراكم أدلة تشير إلى أن مسلحين من حركة فتح، وخاصة من كتائب "شهداء الأقصى"، شاركوا بشكل مباشر في مجزرة 7 أكتوبر في منطقة غلاف غزة.
وأوضح دحوخ هاليفي أن تصريحات صادرة عن قيادات في حماس، وفي مقدمتهم صالح العاروري، تكشف عن إقامة غرفة عمليات مشتركة منذ عام 2017 بقيادة كتائب القسام، والتي تضم إلى جانبها تنظيمات فلسطينية أخرى، من بينها فتح. الهدف، وفق العاروري، كان توحيد الميليشيات الفلسطينية تحت قيادة موحدة استعداداً لمواجهة إسرائيل.
وأضاف أن موجة الهجوم الأولى نُفذت من قبل حماس والجهاد الإسلامي، بينما شاركت فصائل أخرى في الموجات التالية، ومن بينها عناصر من كتائب شهداء الأقصى الذين وثقوا أنفسهم داخل بلدات إسرائيلية أثناء تنفيذ الهجوم.
وتابع أن السلطة الفلسطينية، ممثلة برئيسها محمود عباس، لم تدن الهجوم في بيانها الأول الصادر في 7 أكتوبر، بل أكدت على "حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه"، مشيراً إلى أن هذا البيان فسّر في بعض الأوساط كتبرير ضمني للهجوم.
كما أشار إلى أن أطرًا مختلفة من كتائب شهداء الأقصى في مناطق الضفة الغربية نشرت في الأيام التالية للهجوم دعوات علنية لمهاجمة المستوطنات وقتل المدنيين الإسرائيليين، تزامناً مع دعوات محمد الضيف للتصعيد الشامل.
وأكد دحوخ هاليفي أن توثيقًا مرئيًا نشره عبر منصات تواصل يظهر ضلوع مسلحين تابعين لفتح في المجزرة، موضحاً أن المسألة الجوهرية الآن هي ما إذا كانت هذه المجموعات تعمل بتوجيه مباشر من السلطة الفلسطينية أو فروع حركة فتح، وما طبيعة العلاقة المالية والتنظيمية بينها - وهي أسئلة تتطلب تحقيقًا معمقًا.
أضاف أن عباس، منذ عام 2007، أصدر مرسوماً يقضي بحل الميليشيات المسلحة، لكن في عام 2014 أعلنت كتائب شهداء الأقصى عودتها للعمل كذراع عسكرية لفتح دون أي إدانة أو تبرؤ علني من القيادة الفلسطينية، وهو ما يعزز الشكوك حول وجود صلات قائمة.
في تحليله، قال إن عباس يعتمد نهجًا غير مباشر في دعم التصعيد ضد إسرائيل، من خلال منح "ضوء أخضر" لفصائل مسلحة مع الحفاظ على مسافة رسمية، بهدف ممارسة ضغط دولي على إسرائيل. واعتبر أن هذا النهج يذكّر بسياسة ياسر عرفات، لكن بشكل أكثر احترافية.
كما عرض رؤية يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، والتي تعتبر الضفة الغربية الجبهة الحاسمة في الصراع، بينما تمثل غزة نقطة الانفجار. الهدف، بحسب السنوار، كان إشعال الضفة بمشاركة فلسطينيي الداخل وشمال إسرائيل، وصولًا إلى محاولة القضاء على دولة إسرائيل.
واختتم دحوخ هاليفي بأن خطة السنوار ومحمد الضيف لم تتحقق بالكامل بسبب الانتشار الإسرائيلي السريع في الضفة الغربية وامتناع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة عن التدخل المباشر، الأمر الذي حال دون توسع الهجوم.