אתר אינטרנט
אתר אינטרנטצילום: אייסטוק

بعد أيام من الانقطاع شبه الكامل لشبكة الإنترنت في البلاد، أعادت إيران تشغيل بعض الشبكات، لكن في الوقت الحالي تقتصر الخدمة أساساً على الشبكات السلكية، وعلى ما يبدو فقط في مكاتب الحكومة.

أما بالنسبة للمواطنين العاديين، وبشكل خاص لمستخدمي الهواتف الذكية، فالإنترنت لا يزال شبه مقطوع بالكامل.

على سبيل المثال، لا تزال شبكة "إيران سِل" وشركة الاتصالات الخلوية الإيرانية تعانيان من انعدام شبه كامل في الوصول إلى الشبكة العالمية. في المقابل، عادت خدمة الإنترنت في شبكة الاتصالات السلكية "RASANA" إلى مستويات الحركة المعتادة قبل الغارات الجوية الإسرائيلية.

تشتهر إيران بنظام رقابة معقد تم تطويره على مر السنين، إلى جانب جهاز أمني مخصص يُعرف بـ"شرطة الإنترنت"، ومقره في طهران. وقد أُفيد مؤخراً أن موقع هذا الجهاز تعرض للقصف في هجوم جوي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي.

إلى جانب أساليب الحجب التقليدية كحظر العناوين والمواقع، تعتمد إيران على تقنيات أكثر تطوراً، مثل التحكم في مسارات الإنترنت (BGP)، وتصفية المحتوى بشكل عميق، وحتى فصل النقاط الرئيسية التي تربط إيران بالشبكة العالمية.

كما تدير إيران منذ سنوات شبكة إنترنت داخلية تُعرف باسم "NIN" - اختصار لـ"شبكة المعلومات الوطنية"، وهي شبكة محلية معزولة تتيح تصفح مواقع داخل إيران فقط، تشمل التجارة المحلية والخدمات الحكومية ومنصات المحتوى مثل "Aparat"، النسخة الإيرانية من YouTube. لكن هذه الشبكة لا توفر وصولاً للمواقع العالمية، ما يجعلها محدودة وبطيئة وخاضعة لرقابة حكومية ودينية صارمة.

الانقطاع الأخير لم يتم من خلال الأساليب المعتادة لحجب المسارات (BGP)، بل على ما يبدو عبر فصل فعلي لمزودي خدمة الإنترنت عن الشبكة العالمية، ما يشير إلى محاولة لعزل شبه كامل لإيران عن العالم الرقمي، مع الحفاظ على الاتصالات الداخلية من خلال الشبكة الإيرانية الخاصة.