
في إحاطة درامية من البنتاغون بعد ظهر الأحد، كشف كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية تفاصيل عملية "مطرقة منتصف الليل"، التي استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية الليلة الماضية.
أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغز أن "العملية حققت أهدافها بالكامل - تدمير الطموحات النووية الإيرانية". وأوضح أن الهجوم كان موجهاً بشكل دقيق ضد بنى تحتية نووية، دون استهداف جنود أو مدنيين.
وقال: "تم تدمير طموحات إيران النووية. الرئيس ترامب يسعى للسلام في الشرق الأوسط، وعلى إيران أن تسلك هذا الطريق. نحن لا نبحث عن حرب، لكننا سنرد بقوة وحزم إذا تعرض مواطنونا، أو شركاؤنا، أو مصالحنا للتهديد".
رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال دان كين، أوضح أن العملية جرت بتنسيق دقيق بين وحدات استراتيجية، جوية وسيبرانية، قائلاً: "نُفذت العملية بشكل مثالي - شارك فيها سبعة قاذفات B-2 انطلقت من الولايات المتحدة، بعضها قام بمسارات تمويهية باتجاه الغرب. الهجوم الرئيسي استغرق دقائق فقط".
وأكد كين أن بعض القاذفات اتجهت نحو غوام كخدعة تكتيكية لتشتيت الانتباه عن القاذفات التي هاجمت إيران من جهة الشرق. وأضاف: "أسقطنا 14 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز MOP (12 على فوردو و2 على نطنز)، وفي المجمل أُطلق 75 ذخيرة دقيقة بمشاركة 125 طائرة أمريكية".
في تمام الساعة 02:10 صباحاً (بتوقيت إيران)، بدأت القنابل الخارقة بضرب منشأة فوردو. وقال كين: "ثلاث منشآت - فوردو، نطنز وأصفهان - تضررت بشكل كبير. لم يكن هناك أي رد جوي إيراني خلال العملية".
وأضاف أن صواريخ توماهوك التي أُطلقت من سفن حربية أمريكية أصابت أصفهان لتعزيز عنصر المفاجأة، مشيراً إلى أن عدد قليل جداً في واشنطن كان على علم مسبق بالعملية.
في وقت سابق من الليلة، نفذت الولايات المتحدة ضربة مباشرة على منشأة فوردو النووية، إحدى المواقع الأساسية في برنامج إيران النووي. المنشأة تقع تحت الأرض وتستخدم لتخصيب اليورانيوم بمستويات عالية، وقد تم استهدافها بقنابل خارقة للتحصينات ألقتها قاذفات B-2.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صادق على الضربة، قائلاً: "فوردو لم تعد موجودة"، وأضاف أن هذه الرسالة موجهة بوضوح إلى إيران والعالم.
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كشفت تفاصيل جديدة من خلف كواليس اتخاذ القرار في البيت الأبيض. مسؤول أمريكي رفيع أوضح أن "نقاشاً حقيقياً دار بداية الأسبوع حول ما يجب فعله، لكن ترامب ألمح يوم الثلاثاء إلى نيته التحرك، ما غير كل شيء".
وأشار إلى أن الهدف كان خلق عنصر المفاجأة، مستشهداً بتسريبات إعلامية نهاية الأسبوع عن "مكالمة صعبة" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولي إدارة ترامب، وتصريحات نسبت لنائب الرئيس جي.دي. فانس بأن إسرائيل تحاول جر الولايات المتحدة إلى الحرب.
القوات الأمريكية شاركت أيضاً في التمويه، حيث أرسلت قاذفات B-2 باتجاه غوام، بينما انطلقت طائرات أخرى من قاعدة ميزوري باتجاه إيران مباشرة، حاملة 12 قنبلة خارقة للتحصينات.
وبعد العملية، أبلغ مسؤول أمريكي الصحيفة أن إدارة ترامب أوضحت لإيران أن الضربة كانت "مرة واحدة"، وليست حملة لتغيير النظام.