
تحدث بني سابتي، الباحث في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، صباح اليوم عن الأجواء العامة والرسمية في طهران في أعقاب الضربة الأمريكية الليلة الماضية، موضحاً: "لا تزال إيران تتمسك بالتحريض المعتاد - صحيفة الدعاية المركزية دعت إلى إشعال الخليج، مهاجمة السفن الأجنبية والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. كل شيء مألوف وغير مفاجئ".
وأضاف سابتي أن القيادة الإيرانية تحاول أيضاً إظهار القوة والتقليل من أهمية الحدث: "تغريدة المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو الهيئة الاستشارية العليا للمرشد، حاولت التقليل من الحادث واتهمت إسرائيل بالضعف - 'احتاجت إلى الولايات المتحدة، ولم ينجح الأمريكيون'. كل ذلك جزء من الدعاية".
وأشار إلى أن المعضلة الرئيسية في طهران تكمن في غياب البدائل: "حتى في إطلاق الصواريخ تكررت الأنماط المعروفة. إسرائيل أدركت منذ زمن أن التهديد الإيراني ليس كما صُوّر، وأحياناً لا يتضح الموقف إلا عبر المواجهة المباشرة".
نقل سابتي عن مصدر إيراني مقرّب من النظام قوله: "المرشد يواجه معضلة - لن ينهض عن كرسيه حتى يخسر كل شيء على طاولة المقامرة". وأضاف أن النظام في طهران لم يعد منظّماً كما في السابق، والشعب يعيش في "وضع بقاء": "الناس هناك يبحثون عن الوقود والخبز، والنظام خسر كلاً من البرنامج النووي وقوة الردع".
وعن السوابق التاريخية، أشار سابتي إلى المواجهات مع البحرية الأمريكية خلال حرب إيران-العراق، محذراً: "كما حدث حينها، قد تتجاوز إيران الحدود مرة أخرى، وسيرد الأمريكيون بقوة. ربما يتم الآن تبادل رسائل حول مفاوضات ووقف إطلاق نار يتضمن تنازلات كبيرة في الملف النووي".
وحول مستقبل خامنئي، أكد سابتي أن المرشد قد يواجه لحظة حاسمة: "خامنئي حالياً في وضع شبيه بوضع نصرالله - البقاء هو كل شيء. إذا لم يتراجع، قد يؤدي ذلك إلى انهيار شامل. التقارير عن رسائل تُنقل للأمريكيين تشير إلى أن هذا السيناريو ليس بعيداً عن الواقع".
وعن حالة البرنامج النووي الإيراني قال: "من الجيد أن اليورانيوم المخصب لم ينفجر ولم يسبب حادثاً إشعاعياً. ربما تم نقله إلى مكان آمن. في كل الأحوال، المنشأة تضررت بشدة - وسيستغرق ترميمها عامين إلى ثلاثة على الأقل، والإيرانيون يدركون أن هذا يمنح فرصة للتفاوض على شروط الاستسلام".
أما عن مكانة إيران المستقبلية في المنطقة، فأوضح سابتي أن الطموح نحو القوة الإقليمية لا يعتمد على طبيعة النظام: "إيران، بغض النظر عمن يقودها، ستظل ترى نفسها قوة إقليمية. حتى المعارضين الإيرانيين في الخارج يعتقدون ذلك. لا مفر - هذا الطموح متجذر في 80 مليون إيراني، وعلى العالم أن يعرف كيف يتعامل معه".