נשיא טורקיה ארדואן
נשיא טורקיה ארדואןצילום: רויטרס

حذّر د. إيلي كارمون، الباحث في معهد السياسات لمكافحة الإرهاب والمحاضر في جامعة رايخمان وعضو الائتلاف للأمن القومي، في مقابلة مع قناة "القناة السابعة"، من التورط التركي في اتفاق إنهاء الحرب الذي وقّعته إسرائيل مع حماس بوساطة أمريكية.

وقال كارمون: "شهدنا في الأشهر الأخيرة تصاعداً في التدخل التركي بدعم قطري، بما في ذلك محاولة التأثير على مصر لصالح المصالح التركية. وأُفيد أن قوات تركية ستنضم إلى القوة الدولية للإشراف على نزع سلاح غزة، وضمان تسليم أسلحة حماس لجهة خارجية".

وأوضح أن أردوغان يتّبع سياسة معادية لإسرائيل منذ عام 2006، ويسعى للسيطرة على ما تبقى من سوريا، والتأثير في لبنان، وفي الوقت نفسه الحصول على موطئ قدم أمني وعسكري في غزة.

وأضاف: "في الواقع، فإن أردوغان ينفّذ الخطة الإيرانية. فتركيا أقوى من إيران عسكرياً، وهو يسيطر فعلاً على سوريا، وله نفوذ في السلطة الفلسطينية، ويحاول بسط سيطرته على الحرم القدسي من خلال الحركة الإسلامية".

وذكر أن تركيا سبق أن وقّعت اتفاقاً مع سوريا، وهدف أردوغان هناك هو السيطرة على قواعد الجيش السوري وبناء جيش جديد، مشيراً إلى أن جنوداً سوريين يتدرّبون حالياً على الأراضي التركية، وأن أنقرة تحاول تجديد الدفاعات الجوية السورية بعد أن دمرتها إسرائيل.

وأشار إلى أن الهدف التركي في الوقت الحالي هو الحماية من هجوم إسرائيلي، لكن في ظل العقوبات الاقتصادية التركية على إسرائيل، ومنع السفن والطائرات من التحرك، والدعوات لتوحيد الجهود العربية ضد إسرائيل، ومنع التنقيب الإسرائيلي عن الغاز، واتفاق الحدود البحرية مع ليبيا - فإن النوايا التركية أوسع من مجرد "دفاع".

وحذّر كارمون: "إذا أصبحت تركيا جزءاً من القوة العسكرية في غزة، وتمكّن أردوغان من استخدام شركات البناء التركية المدعومة بالأموال القطرية لإعادة إعمار القطاع، وإذا أوكل إليه الإشراف على نزع السلاح، فسنرى بقاء حماس كلاعب مركزي في غزة، وهذا يشكّل تهديداً بعيد المدى إلى جانب التهديد السوري".

وأضاف أن أردوغان موّل سابقاً ما يُعرف بـ"المرابطين والمرابطات" - جماعات إسلامية في القدس هدفها تعطيل زيارات اليهود إلى حائط المبكى، وموّلهم بمبلغ 63 مليون دولار لتعزيز هذه الأهداف، في إطار مساعيه للسيطرة على الحرم القدسي.

وأشار إلى أن "تقرير ناغل"، الذي يتناول مستقبل القدرات العسكرية الإسرائيلية، يصف تركيا كخطر أمني كبير. ويرى كارمون أن إسرائيل كان ينبغي أن تسمح لمصر والسعودية بالمشاركة في مشروع إدارة غزة، لكنها في المقابل كان يجب أن تستبعد تركيا وقطر منه.

وأضاف أن تركيا تعمل كذلك على عرقلة مشروع أمريكي بري لنقل الغاز من الهند والإمارات عبر إسرائيل إلى أوروبا - معتبراً أن هذا يمثل "رؤية أردوغان الإمبريالية ذات الطابع العثماني الجديد".

وأنهى بالإشارة إلى أن حتى جماعة الإخوان المسلمين في مصر عبّرت عن قلقها من التدخل التركي في الشؤون الداخلية المصرية، قائلاً: "تركيا دخلت على خط صفقة الأسرى في اللحظة الأخيرة، واتضح فجأة أنها على صلة بمجموعتين تحتجزان أسرى لم يكن هناك أي تواصل معهما. فهل على هذا الأساس تُمنح تركيا دوراً في غزة؟ الجميع يدرك البعد العثماني الجديد لأردوغان الذي يرى نفسه سلطاناً وقائداً للسنة في العالم الإسلامي ضد الشيعة".