
نشر الطبيب الفلسطيني عز الدين شهاب، من سكان قطاع غزة، منشوراً لاذعاً على منصة "إكس"، عبّر فيه عن انهياره النفسي الكامل بعد فقدان منزله، وأفراد عائلته، وحيّه بأكمله، موجهاً انتقادات غير مسبوقة إلى قيادة حماس.
كتب شهاب: "منذ ساعات الصباح الباكر، أعيش أنا وعائلتي في حالة انهيار نفسي تام. علمنا اليوم أن منازلنا، أرضنا، وحيّنا بأكمله - كل بيت يخص عائلتنا وجيراننا - قد تم تدميرها بالكامل. سُويت بالأرض وتحولت إلى غبار أصفر وصامت".
وأضاف: "منذ فجر هذا اليوم، ذقنا المعنى الكامل للهزيمة. فقدنا أكثر من سبعين فرداً من عائلتنا. خسرنا أرضنا. لم يعد لدينا منزل نعود إليه، ولا جدران تحمينا، ولا مكان نعتبره ملكاً لنا".
ووجّه شهاب انتقادات شديدة إلى حركة حماس، التي قال إنها تسعى إلى بناء "رواية صمود" بينما الشعب هو من دفع الثمن كاملاً. وقال: "ثم يظهر أحد قادة حماس على التلفزيون ويعلن أن 'الشعب لم يُهزم'، وأن 'غزة صمدت وخاضت حرباً تاريخية'. فلتكتبْ التاريخ ما يلي: أنا، د. عز الدين شهاب من غزة، مع عائلتي وأصدقائي وعائلاتهم - لم نخض أي حرب. كنا ضحايا إبادة بدأت من داخل بيوتنا على يد حماس، فقط لترد إسرائيل بضرب المدنيين، بينما مقاتلو حماس اختفوا في أنفاقهم".
وأضاف: "فليُكتب في التاريخ الحقيقة: هُزمنا. هُزمنا بالكامل، وبألم، وبإذلال. ونحن، سكان غزة، وحدنا نملك الحق أن نقول إننا هُزمنا - لا أولئك الجالسين براحة في قطر أو تركيا".
وتابع: "دُسنا، وأُهِنّا، وتكسّرنا بعدما دُمّرت مدينتنا، واحتُلّت، ومُحيت. اقتُلعنا من أماكننا، وأصبحنا بلا شيء، نُفتّش بين أنقاض حياتنا".
وختم كلماته برسالة مؤلمة: "لم نكن صامدين. كنا رهائن في وطننا. لم نستطع المغادرة. لم نستطع تغيير من يدّعون حكمنا. إن كان هناك لحظة واحدة في حياتي يجب أن أقول فيها الحقيقة، دون خوف أو تردد - فهي هذه اللحظة. فليُكتب بوضوح: لم نكن جنوداً في حرب. كنا الجثث التي دُفنت تحتها".