
في الصفقة التي أُعلِنَت ليلة أمس، نحن على وشك إطلاق سراح حوالي 250 سجينًا مدى الحياة — مجرمين أيديهم ملطخة بدماء مئات اليهود. هؤلاء قتلة صدرت بحقهم أحكام قاسية، وسيخرجون كما لو أن لا شيء قد حدث.
الخَطَرُ الكبير من إطلاق سراح مجرمين بهذا المستوى ليس مجرَّد افتراض. إنه ملموس، قريب، وأُسس على تاريخ مؤلم سبق لنا أن عشناه. كل إطلاق سراح من هذا النوع هو دعوة للمجزرة القادمة، للاختطاف القادم، للقتل القادم. لا يمكننا أن نتجاهل ذلك.
في هذه الأيام لا يسعنا أن نرتبك أو نتعب. الالتزام الأسمى لنا جميعًا، وخصوصًا لأولئك الذين يمثلون الجمهور، هو التأكد أن مجزرة يوم السُّكوت، أو أي كارثة مشابهة، لن تتكرر مرة أخرى. علينا أن نحمي حياة مواطنينا، أمننا، ومستقبلنا كشعب. هذا واجب أخلاقي وعملي. لكن عندما أنظر حولي، وأرى بعض زملائي في الائتلاف يضفون طابعًا مثاليًا على هذه الصفقة الأوسلوية، ويتجاهلون الثمن البشع الذي سندفعه — عندها أحس بأنني بلا كلمات.
لم تمر سوى سنتين على تلك المذبحة الرهيبة، فهل بردت في صدورنا؟ هل نُسي يحيى سنوار، الذي وضع فكرة المذبحة الكبرى في غلاف غزة، والذي أُفرِج عنه في صفقة سابقة؟ هل لا نتذكر أن بعض المجرمين الذين نفذوا مذبحة يوم السُّكوت أيضًا كانوا محرَّرين في صفقات سابقة؟ كيف نستطيع تجاهل هذه الحقائق؟ بدل أن نخجل ونتلقي اللوم، أنتم تفخرون بهذه الصفقة المهينة؟
أتذكر جيدًا ذاك قائد الخلية الذي قتل أفراد من عائلة شولي هر ملك، ليذهب بعدها إلى قفص الاتهام في المحكمة، بعد أن حُكِم عليه بسبعة أحكام مدى الحياة وآلاف السنين في السجن. قال بازدراء: "أنتم أمة ضعيفة، لكل واحد منا ابن يخطف جندي، وسيفرجون عنا جميعًا". وكان صادقًا.
لقد أُفرِج عنه في صفقة سابقة، وواصل رحلات القتل التي قام بها، وخطط لاغتيال الفتى ملاخي روزنفيلد. وبعد 21 عامًا، في الحرب الأخيرة، استُهدِف وقتل عندما واجهته قوات الجيش الإسرائيلي كقائد كبير في وحدة حماس في غزة، بعد أن استمر في القتل بلا رحمة. وقد أُفرِج مؤخرًا عن اثنين من المجرمين الآخرين في الصفقة الأخيرة، دون أن تُعلمني السلطات بذلك. هذا ليس حادثًا معزولًا، بل نمط خطير.
الخطر واضح: الدافع لدى أعدائنا لاختطاف يزداد مع كل إطلاق سراح مثل هذا. مئات القتلى والمخطوفين القادمين مسألة وقت فقط. لذلك، الآن، من واجبنا كقادة للمجتمع أن نتمسك بالمصلحة العامة أو على الأقل ننظر إلى الواقع كما هو، حتى لو كان البعض من الشعب منهكًا. علينا أن نقول بصوت مرتفع وواضح: إطلاق سراح المجرمين خطر ملموس. إنه المحرك لأعدائنا الذين يحيطون بنا — لا يكتفون بالقتل الوحشي بل يقومون بخطف مواطنين عدة لتحقيق مزيد من إطلاق الأسرى.
صفقة لا يُفرج فيها حتى عن داعم لحماس تُعدُّ فشلًا مدوِّيًا. نحن يجب أن نُعيد الأسرى، نعم، هذا واجب مقدَّس، لكن ليس من موقع ضعف، بل من موقع قوة وإصرار. هذا هو الرسالة التي يتوجب علينا أن نوجهها لأعدائنا من الداخل والخارج: لن نستسلم، لن نلعب اللعبة التي يفرضونها علينا.
على المدى البعيد، الحل الوحيد لتقليل الدافع للاختطاف هو قانون الإعدام للمجرمين — قانون صوَّتنا عليه للقراءة الأولى في لجنة الأمن القومي. هكذا فقط نرسل رسالة لا لبس فيها لأعدائنا: لا صفقات، لا إطلاق أُسرى، لا مسامحة على القتل. هكذا فقط نحمي حياتنا ومستقبل أطفالنا.