דגל ארה"ב
דגל ארה"בצילום: ISTOCK

نشرت رابطة مكافحة التشهير (ADL) واتحاد الفيدراليات اليهودية في أمريكا الشمالية اليوم دراسة شاملة كشفت أن أكثر من نصف اليهود الأمريكيين (55٪) تعرضوا لنوع واحد على الأقل من معاداة السامية خلال الأشهر الـ12 الماضية، فيما يرى 57٪ أن معاداة السامية أصبحت جزءاً طبيعياً من التجربة اليهودية في الولايات المتحدة.

وبحسب الدراسة، تعرّض نحو واحد من كل خمسة مشاركين للاعتداء الجسدي أو التهديد أو المضايقة اللفظية بسبب هويتهم اليهودية خلال العام الأخير، في حين شهد أكثر من الثلث حادثة عنف أو تهديد بالعنف على خلفية معاداة السامية.

الدراسة، التي أُجريت بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا، أظهرت أيضاً أن اليهود الأمريكيين يعانون من مخاوف أمنية حقيقية وآثار نفسية متزايدة. 79٪ منهم أعربوا عن قلقهم من معاداة السامية، و48٪ اتخذوا خطوات لتعزيز أمنهم الشخصي، بما في ذلك إعداد خطط لحالات الطوارئ (33٪)، التفكير في مغادرة البلاد (14٪)، وشراء أسلحة (9٪).

وقال المدير العام العالمي لرابطة مكافحة التشهير، جوناثان غرينبلات: "من المحزن جداً أن يضطر اليهود الأمريكيون للتفكير في سيناريوهات الطوارئ كهذه. عندما يبدأ أشخاص بنوا حياتهم هنا منذ أجيال بوضع خطط للهرب، فهذا يعني أننا أمام حالة طوارئ وطنية. هذه ليست مجرد مشكلة يهودية؛ بل أزمة أمريكية تتطلب استجابة فورية من جميع المستويات القيادية".

من جانبه، قال إريك فينغهوت، رئيس ومدير اتحاد الفيدراليات اليهودية في أمريكا الشمالية: "رغم المستويات غير المسبوقة من معاداة السامية، نرى ما نسميه بـ 'الموجة' - زيادة ملحوظة في الانخراط اليهودي والارتباط بالمجتمع. نحو ثلثي من تعرضوا لمعاداة السامية عمّقوا انخراطهم في هويتهم ومجتمعهم، ما يدل على صمود غير عادي. بدلاً من الانسحاب بسبب الخوف، يختار اليهود الأمريكيون الوقوف معاً وتعزيز هويتهم".

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن معاداة السامية تجلت في أماكن متعددة، أبرزها الإنترنت (41٪)، الأماكن العامة (21٪)، المؤسسات التعليمية (13٪)، محيط المؤسسات اليهودية (9٪) وأماكن العمل (9٪).

كما كشف الاستطلاع أن 44٪ من المشاركين شعروا خلال العام الماضي بأنهم مستبعدون أو أن تجربتهم اليهودية تم التقليل من شأنها. وكانت هذه الظاهرة أكثر شيوعاً لدى الشباب.

ومن بين الذين تعرضوا للتمييز، 74٪ لم يبلغوا عنه لأي جهة، مما يشير إلى فجوات في التوثيق والاستجابة. كذلك، 20٪ ممن كانوا يرتدون رمزاً يهودياً قبل 7 أكتوبر توقفوا عن ارتدائه.

أظهرت الدراسة أن نحو ثلث من شهدوا أو تعرضوا لحادثة معادية للسامية يعانون من القلق، فيما أظهر 21٪ علامات اكتئاب. كما أفاد 6٪ بتعرضهم لعنف جنسي بدوافع معاداة السامية، بينهم 3٪ قالوا إنهم تعرضوا للتهديد أو الاعتداء الجنسي بسبب يهوديتهم.

وأعرب نصف اليهود الأمريكيين عن شعورهم بأن معظم من في المجتمع غير اليهودي لن يدافعوا عنهم في حال تعرضوا لتهديد أو عنف على خلفية معاداة السامية، وهي زيادة بنسبة 6٪ مقارنة مع استطلاع مماثل أُجري العام الماضي.

ورغم التحديات المتزايدة، يواصل اليهود الأمريكيون مقاومة الظاهرة: 68٪ يشعرون بالراحة في التحدث علناً ضد معاداة السامية، فيما يرى 30٪ فقط أنه لا جدوى من محاولة تغيير الوضع.