
عبّر الحاخام بنيامين ريكمان، ممثل حركة المزراحي ورئيس الجالية اليهودية في مانشستر، في مقابلة مع قناة "ערוץ 7"، عن حالة الخوف الشديد التي تعيشها الجالية اليهودية في بريطانيا، مشيرًا إلى أن الأوضاع كانت صعبة حتى قبل 7 أكتوبر، وزادت سوءًا بعده.
وقال الحاخام: "نعيش معاداة للسامية غير طبيعية. هناك خوف من التجول في الشوارع، الناس يتعرضون للشتائم والصراخ. البعض توقف عن ارتداء القلنسوة أو إظهار نجمة داود، بينما آخرون يتمسكون بهويتهم أكثر ويرتدون العلم الإسرائيلي ويأتون إلى الكنس في أيام السبت رغم أنهم لا يفعلون ذلك عادةً".
وأضاف: "يؤلمني أننا بحاجة إلى حماية أمام الكنس. في أحد أيام السبت، كانت هناك سيارة شرطة متوقفة أمام الكنيس لمدة 12 ساعة. الشرطة كانت ودودة واستفسرت عن وضعنا، والناس شكروهم، لكن هذا ليس طبيعيًا. هناك حركات متطرفة في بريطانيا والحكومة لا تعرف كيف تتعامل معها، لأنهم يخشونهم. أصبحوا الأغلبية في بعض المناطق".
ووجّه انتقادًا شديدًا للسياسيين البريطانيين: "سياسي في منطقتي يحتاج إلى أصوات المعادين لليهود وإسرائيل ليحافظ على مقعده في البرلمان، لذا يلعب اللعبة. أرسلوا لي رسائل تعاطف، لكن لم يعلن أحد منهم أن ما يحدث غير مقبول أو يجب وقف الأصوات المتطرفة. يركّزون على الجرائم الفردية، لا على المشكلة الجوهرية".
وأردف: "لا يتحدثون عن وجود أيديولوجيات تُمجّد الموت وليس الحياة، كما فعل النازيون. يجب إسكات هذه الأصوات. لا أحد يفتح فمه. من غير المقبول أن نعيش وسط أشخاص يرون القتل أمرًا مقدّسًا".
وعند سؤاله عن أسباب انحدار بريطانيا "المهذبة" إلى هذا الوضع، أجاب: "من الصعب شرح ذلك. الأغلبية الصامتة لا تتحدث، هم أصدقاءنا، لكن الأقلية المتطرفة أعلى صوتًا، ولديهم دوافع دينية، لذا تأثيرهم أقوى".
وعن ما إذا كانت هذه أقلية بالفعل، قال: "ذهبت للتسوق يوم الجمعة، وامرأة في السوبرماركت أرادت معانقتي وقالت إنها تدعمنا وتشعر بالحزن. نعم، هناك أقلية، لكنها صاخبة وعنيفة، ما يخيف البريطانيين الذين لا يريدون سماع الشتائم".
وأشار ريكمان إلى ازدياد الحديث عن الهجرة إلى إسرائيل: "ابنتي الكبرى هاجرت، وابني سيلتحق بها قريبًا، وكذلك أخوه الأصغر. الوضع يذكرني بالكندرترانسبورت في زمن الهولوكوست - نرسل الأطفال أولًا، ثم نلحق بهم نحن لاحقًا".
وتحدث عن مسؤول في منظمة "يسرئيلا" التي ساعدت ابنته على الهجرة، وقال إنه يرافق نحو 200 عائلة تخطط للهجرة إلى إسرائيل. "إذا لم تفهم الحكومة ما يقف أمامها ولم ترغب بمواجهته، فلا خيار أمامنا سوى الهجرة".
وأضاف أن هذا الوضع ليس جديدًا وبدأ منذ سنوات، حتى قبل هجوم "شارلي إيبدو" في باريس. "درّست لمدة 20 عامًا، ومن المؤلم أن المدارس الوحيدة المؤمنة والمسيّجة هي المدارس اليهودية. هكذا نعيش يوميًا. منذ 7 أكتوبر، أصبحت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين أكثر عنفًا وصخبًا".
وعند سؤاله عمّا إذا كان يهود بريطانيا "يعتادون" على هذا الوضع، أجاب: "آمل ألا نكون كضفدع في قدر ماء يغلي تدريجيًا. جسدي هنا، لكن قلبي في إسرائيل. البعض لديه جذور هنا ولا يرى مستقبلًا آخر، لكن العائلات الشابة تفكر جديًا بالهجرة - لأنها لا ترى مستقبلًا في بريطانيا".