
كلمات المزامير القديمة تتردد اليوم أكثر من أي وقت مضى في أيام المعاناة التي تمر بها البلاد، حيث الأرض عطشى للأمل ولنهاية الحروب بين أبنائها وبين لغاتها الشقيقة.
في أغنية "عطشت"، يلتقي النغم الحسيدي اليهودي التقليدي مع الإيقاع والراب، في صلاة تخرج من قلب مكسور، لكنها تواصل طلب الأمل بكل إصرار — بالعربية والعبرية — ضد كل الاحتمالات. الأغنية تنشد "ثقة" و"إيمان" تنبتان من القرب والتشابه العميق بين اللغتين، في دعاء للعثور هنا، في هذه البلاد المتّقدة، على "بئر"، "ماء"، و"حياة" رغم كل شيء.
يمتزج في هذا العمل صوت التراتيل الحسيدية بلغة عربية فصيحة، والمزامير بكلمات حديثة نابعة من ثقافة الكلمة المنطوقة، في لحظة نادرة توحّد بين تناقضات الواقع اليومي.
الأغنية نشأت خلال جولة عروض فنية في مختلف أنحاء البلاد، أمام جماهير متنوعة، في ظل حرب مستمرة منذ عامين ونصف، وذلك كجزء من فرقة "أرض" المتعددة اللغات، من إنتاج إيدو ميمون، وبمرافقة عود الفنان دفير ريفيتال.
يوناتان كوندا هو شاعر، موسيقي وممثل، من رواد الكلمة المنطوقة في البلاد ومؤسس فرقة الراب المتعددة اللغات "سيستم عالي".
داليا شاحام هي حاخامة، موسيقية، مترجمة وناشطة روحية. في العامين الأخيرين، أنشأ الاثنان معاً بيت دراسة موسيقي جوّال باسم "كلمة-نشيد".